في ذكرى ضحايا التعذيب.. د. أيمن نور يسترجع أوجاعه، ويؤكد أن التعذيب جريمة مستمرة

قال الدكتور أيمن نور، نائب رئيس المجلس العربي، ورئيس حزب غد الثورة الليبرالي المصري، إن جريمة التعذيب لا تزال واحدة من أبشع الجرائم التي تُمارس في العالم، مشددًا على أن الإفلات من العقاب هو جوهر الأزمة الحقوقية في منطقتنا، وعلى رأسها فلسطين ومصر.
وأضاف نور، خلال كلمته في ورشة عمل بعنوان “الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال: مأساة التعذيب وغياب المساءلة الدولية”، التي انعقدت في إسطنبول يوم الجمعة 27 يونيو 2025، أن ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون يمثل نموذجًا صارخًا للعنف المنهجي داخل سجون الاحتلال، حيث تُمارس أقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي، بما في ذلك العزل، والحرمان من الدواء، و”الكرسي الحديدي” و”الشبح”.
وشبّه نور السجون الإسرائيلية بـ”معسكرات عزل ومختبرات قهر يومي”، مشيدًا بصمود شخصيات مثل مروان البرغوثي، وأحمد سعدات، وخالدة جرار، وموجهًا التحية للأطفال والنساء والأسرى المجهولين الذين “يسكنون ضميرنا”، حسب تعبيره.
وتطرق نور إلى تجربته الشخصية مع التعذيب في السجون المصرية، مشيرًا إلى واقعة تعرضه للتعذيب في عام 2007 بعد نشره مقالًا بعنوان “ماذا لو مات مبارك؟”، مؤكدًا أن من قاموا بتعذيبه تمت مكافأتهم لا محاسبتهم.
وأشاد نور بموقف الصين الأخير، التي أعلنت عبر النيابة العامة عن تشكيل وحدة تحقيق في انتهاكات الأجهزة الأمنية، معتبرًا أن هذا “اعتراف شجاع تأخر كثيرًا”، وهو ما تفتقده دول عربية كبرى مثل مصر، التي لم تعترف يومًا بجرائمها بحق مواطنيها.
وختم نور كلمته بالتأكيد على أن المعركة الحقيقية ليست فقط ضد التعذيب، بل ضد فلسفة الإفلات من العقاب، مؤكدًا أن العدالة يجب أن تكون شاملة، بلا جغرافيا، ولا تمييز، وأن الضمير الإنساني لا ينبغي أن يغيب عن أي قاعة عدل.