النيابة العامة تقرر حبس سائق شاحنة أربعة أيام قتل 19 فتاة دهسًا وهرب نائمًا
في مشهد أبكى الحجر، أصدرّت النيابة العامة قرارًا بحبس سائق شاحنة تسبب في مصرع 19 فتاة من قرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية، بعدما دهسهن خلال نومه على عجلة القيادة، وفرّ هاربًا من مكان الحادث قبل أن تقبض عليه قوات الأمن، وتبدأ معه تحقيقات موسعة كشفت فصولًا صادمة من الإهمال والرعونة التي أودت بحياة زهرة شباب القرية.
النيابة، التي باشرت التحقيقات منذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة، أمرت بحبس السائق 4 أيام على ذمة التحقيق، مع إخضاعه لتحليل الكشف عن تعاطي المواد المخدرة، في محاولة لمعرفة ما إذا كان تحت تأثيرها وقت وقوع الحادث.
الحادث وقع في الساعة العاشرة صباحًا على الطريق الإقليمي أمام قرية مؤنسة التابعة لمركز أشمون، حين كان ميكروباص صغير يقل 19 فتاة تتراوح أعمارهن بين 13 و16 عامًا، في طريقهن إلى عملهن بأحد الحقول الزراعية. وبينما كنّ يملأن المكان بأحاديث الأمل ومشاريع الغد، جاءت الشاحنة المسرعة من الخلف، بقيادة سائق نائم، لتصطدم بهن بعنف مهول، يحول الميكروباص إلى كومة من الحديد، والفتيات إلى ضحايا سقطن بلا ذنب.
الواقعة لم تكن مجرد حادث سير، بل مأساة تفضح الإهمال الجسيم على الطرق السريعة، وتعيد إلى الواجهة ملف سائقي النقل الذين يعبثون بحياة الأبرياء، في ظل غياب الرقابة الفعالة. السائق، وفقًا لمصادر التحقيق، كان نائمًا وقت الحادث، وفور استيقاظه على الصدمة لم يهرع لإنقاذ من تبقى، بل فر هاربًا، تاركًا خلفه مجزرة بشرية لا تُنسى.
أهالي كفر السنابسة يعيشون الآن في حداد جماعي. 19 جنازة خرجت من القرية في يوم واحد. دموع الأمهات لم تجف، وصرخات الآباء لا تزال تتردد بين جدران البيوت، مطالبين بأشد العقوبات على السائق، ومحاسبة كل من تسبب في تركه يقود بهذا الإهمال القاتل.
النيابة تواصل تحقيقاتها، وسط ترقب من الرأي العام، الذي لم يعد يكتفي بالعقوبات المؤقتة، بل يطالب بإصلاح جذري في نظام النقل وضبط سلوك السائقين الذين ينامون على مقود الموت.
