العالم العربي

نصف الإسرائيليين يرون أن نتنياهو يطيل الحرب لأسباب سياسية وغالبيتهم يؤيدون إنهاءها لإعادة الأسرى.

ڈ

أظهر استطلاع رأي حديث أجراه معهد “لازر للأبحاث” لصالح صحيفة “معاريف” العبرية تحولاً لافتاً في المزاج العام الإسرائيلي تجاه الحرب في قطاع غزة، إذ أعربت غالبية المستطلعة آراؤهم عن تأييدهم لوقف الحرب مقابل إعادة الأسرى.

كشف الاستطلاع، الذي أجري يومي 25 و26 يونيو 2024 على عينة من 501 إسرائيلي من مختلف الفئات العمرية والعرقية، أن 59% من الإسرائيليين يدعمون وقف العمليات العسكرية في غزة إذا كان ذلك سيؤدي إلى استعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين هناك دفعة واحدة. ويُذكر أن هامش الخطأ في الاستطلاع بلغ 4.4%.

وأبرزت النتائج أن 81% من ناخبي أحزاب المعارضة يفضلون “صفقة فورية” لإطلاق سراح الأسرى، بينما يرى 64% من ناخبي الائتلاف الحاكم ضرورة الاستمرار في القتال. كما أشارت النتائج إلى أن 48% من المشاركين يعتقدون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل الحرب لأسباب سياسية بالأساس.

وتشير المعطيات إلى وجود رغبة قوية لدى قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي في التوصل إلى اتفاق سريع يضع حداً للقتال ويعيد جميع الأسرى. يأتي هذا في ظل تصاعد الضغوط الداخلية على صناع القرار الإسرائيليين لإيجاد حلول سياسية تُنهي معاناة الأسرى وعائلاتهم.

وفي تعليق له، قال مدير معهد “لازر للأبحاث”: “تعكس نتائج الاستطلاع تغيراً ملحوظاً في أولويات الجمهور الإسرائيلي، حيث باتت قضية استعادة الأسرى تتقدم على الاعتبارات العسكرية والسياسية لدى غالبية المواطنين.”

وأضاف متحدث باسم صحيفة “معاريف”: “نتائج الاستطلاع تضع مزيداً من الضغوط على الحكومة لاتخاذ قرارات جريئة قد تقود لإنهاء النزاع في غزة، إذ أصبح الرأي العام يُفضل الحلول السلمية القائمة على تبادل الأسرى.”

وأيّد 59 بالمئة من المشاركين هذه الخطوة، بينما فضّل 34 بالمئة مواصلة القتال “بكل قوة”، مُفترضين أن “استمرار الضغط العسكري سيؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى”، فيما أجاب 7 بالمئة من المستطلعين بأنهم “لا يعرفون”، وفق الصحيفة.

ويكشف الاستطلاع عن فجوة كبيرة بين ناخبي المعارضة والائتلاف في إسرائيل، إذ قال 81 بالمئة من ناخبي المعارضة إنهم يفضلون “صفقة فورية” لإطلاق سراح الأسرى في غزة، مقابل 64 بالمئة من ناخبي الائتلاف الحاكم يعتقدون أنه يجب الاستمرار في القتال.

وفيما يتعلق بأسباب استمرار الحكومة الإسرائيلية الحرب في غزة، قال 48 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع إنهم مقتنعون بأن “الدافع الرئيسي وراء استمرار القتال هو سياسي”، بينما يعتقد 37 بالمئة أن الدوافع “أمنية بحتة”، و15 بالمئة غير متأكدين من الأسباب الحقيقية لذلك.

كما أظهر الاستطلاع انقسامات بين الائتلاف الحاكم والمعارضة، إذ يعتقد 81 بالمئة ناخبي الائتلاف أن استمرار القتال يعود إلى “احتياجات أمنية”، بينما يرى 75 بالمئة من ناخبي المعارضة أن نتنياهو يواصل الحرب “انطلاقا من دوافع سياسية تتعلق برغبته في البقاء بالسلطة وعدم انهيار حكومته”.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل – بدعم أمريكي – إبادة جماعية بغزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 189 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى