السلطات المصرية ترحل لاجئين سودانيين قسرًا وتسلمهم إلى مناطق نزاع مسلح

أعلنت مصادر مطلعة أن السلطات المصرية بدأت فجر اليوم السبت حملة أمنية مكثفة استهدفت اللاجئين السودانيين المقيمين في مناطق متعددة بالقاهرة وأسوان وسط حالة من الذعر والهلع في أوساط الجالية السودانية التي تعيش ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة
أكد شهود عيان أن عشرات اللاجئين جرى توقيفهم بشكل مفاجئ من داخل مساكنهم ومخيماتهم المؤقتة ثم جرى اقتيادهم إلى مراكز احتجاز غير رسمية حيث تعرض بعضهم للضرب والتهديد بينما مُنع آخرون من التواصل مع محامين أو ممثلي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين
أشار عدد من الموقوفين إلى أنهم أُجبروا على توقيع أوراق لا يعرفون مضمونها وتعرضوا لضغوط نفسية كبيرة قبل نقلهم إلى نقاط حدودية تمهيدًا لترحيلهم إلى السودان حيث تنتشر جماعات مسلحة وتدور مواجهات عنيفة تهدد حياة المدنيين وخصوصًا الفارين من النزاع الدامي في الخرطوم ودارفور
أوضح أحد المفرج عنهم لاحقًا أن بعض اللاجئين تم تسليمهم بالفعل إلى عناصر من قوات الدعم السريع السودانية رغم إدراجها ضمن الأطراف المتورطة في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مناطق النزاع ما يعرض المُرحَّلين لخطر مباشر على حياتهم
استدرك قائلا إن ما جرى في الساعات الماضية يُعد انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني ويضرب بعرض الحائط اتفاقية جنيف الخاصة بحماية اللاجئين والتي تمنع الإعادة القسرية لأي شخص معرض للخطر في بلده الأصلي
أضاف أن السلطات المصرية لم تُمكّن أي جهة حقوقية أو إنسانية من زيارة المحتجزين أو التحقق من سلامتهم الجسدية والنفسية بينما لا تزال أسر العديد منهم تجهل مصيرهم حتى اللحظة
نوه لاجئون آخرون إلى أنهم يعيشون في حالة خوف دائم منذ الحملة الأخيرة إذ باتوا يشعرون بأنهم مطاردون في كل مكان ومهددون بالترحيل القسري في أي وقت حتى دون ارتكاب أي مخالفة قانونية
لفت مراقبون إلى أن هذه السياسات تثير تساؤلات خطيرة حول التزامات مصر القانونية والأخلاقية تجاه من فروا من جحيم الحرب بحثًا عن الأمان فوجدوا أنفسهم بين جدران الزنازين أو على أبواب الموت