عبث بالعدادات.. فساد في الكهرباء يستنزف جيوب المواطنين بلا رحمة

أكدت وقائع متكررة أن ما يزيد عن 3.2 مليون عداد كهرباء ذكي جرى تركيبها خلال ثلاث سنوات مضت دون الالتزام بمعايير دقيقة للقياس مما أدى إلى إرباك حياة آلاف الأسر في مختلف المحافظات
صرح مواطنون من 17 محافظة أن العدادات الذكية سجلت استهلاكات مضاعفة وصلت في بعض الحالات إلى 400 في المئة مقارنة بالاستهلاك الفعلي وهو ما تسبب في صدمة مالية قاسية دفعت بعضهم إلى اللجوء لوسائل غير قانونية
أوضح متضررون أن عدد الشكاوى الرسمية المقدمة إلى الشركة القابضة للكهرباء تجاوز 89 ألف شكوى منذ بداية عام 2024 ما يعكس حجم الأزمة المتفاقمة التي تنذر بتداعيات اجتماعية خطيرة
زعم متابعون أن بعض الشركات المنفذة لعملية التركيب تورطت في شبكات تزوير منهجية للقراءات بهدف تحقيق أرباح غير مشروعة على حساب المواطنين دون أن تتحرك الجهات الرقابية بشكل فعال
أضافت شهادات متطابقة أن عدداً من العدادات الذكية لا تخضع لأي معايرة دورية مما يسمح بتسجيل بيانات غير دقيقة تزيد من حجم الفواتير الشهرية بصورة تعسفية
نوه مستخدمون إلى أنهم تسلموا فواتير تتجاوز 5400 جنيه رغم الاستخدام المحدود للأجهزة الكهربائية لساعات معدودة يومياً ما دفع البعض إلى بيع ممتلكاتهم لتسديد المبالغ المفروضة
أشار مواطن اضطر إلى بيع جزء من منزله لتسديد فاتورة واحدة فقط إلى أن هذه الممارسات أنهكت ميزانيات الأسر ودفعتها نحو الفقر دون ذنب
أعلن خبراء أن هذه الأزمة تشكل انتهاكاً صريحاً لحقوق المستهلك وتعكس غياب آليات الرقابة والعدالة في تسعير الخدمة
استدرك مراقبون بأن البرلمان لم يتلق أي رد رسمي حتى الآن على طلبات الإحاطة المقدمة بشأن الأزمة ما يثير الشكوك حول وجود تواطؤ أو تقاعس مؤسسي
لفت متابعون على مواقع التواصل إلى أن حالة من الغضب الشعبي العارم تسود بين المواطنين بسبب ما وصفوه بعملية “نهب ممنهج” تحت مسمى التطوير والتحديث
أردف حقوقيون أن هناك دعاوى قضائية تم رفعها ضد الجهات المعنية دون أن يتم اتخاذ أي إجراءات ملموسة مما يعزز شعور المواطنين بالعجز وانعدام العدالة
نفى مسؤولون رسميون وجود وقائع فساد مؤكدين وجود مراجعات مستمرة في حين أكد الواقع أن الأسر ما زالت تغرق في فواتير لا تعكس استهلاكها الفعلي