جورج كلوني يحيي معركة حرية الإعلام بمسرحية “Good Night, And Good Luck” التي تحقق إنجازاً بعرضها على CNN

في خطوة غير مسبوقة بتاريخ مسارح برودواي، شهد الجمهور العالمي عرضاً مباشراً لمسرحية “Good Night, And Good Luck” من تأليف وبطولة النجم العالمي جورج كلوني، عبر شاشة قناة CNN في 7 يونيو الماضي، الأمر الذي يعكس أهمية رسالة العمل الفنية والمجتمعية في وقت تتزايد فيه التحديات أمام حرية الإعلام حول العالم.
المسرحية المستندة إلى الفيلم الشهير الذي شارك في كتابته كلوني مع شريكه جرانت هيسلوف قبل عشرين عاماً، تسلط الضوء على المواجهة الجريئة التي خاضها المذيع الأميركي إدوارد مورو في خمسينيات القرن الماضي ضد حملات السيناتور جو ماكارثي التي استهدفت إسكات وتخويف الصحافة ووصمت بواحدة من أسوأ فترات الاضطهاد السياسي في التاريخ الأميركي.
وفي ظل ظروف سياسية استثنائية تعصف بالولايات المتحدة، يعيد جورج كلوني اليوم تقديم نصه الشهير، واضعاً نفسه هذه المرة في قلب الحدث بدور إدوارد مورو، ليستحضر روح النضال الصحفي أمام محاولات تشويه الحقائق والترهيب الإعلامي.
العرض المسرحي جاء كمحاكاة سينمائية حية تجمع تقنيات المسرح والتلفزيون والعرض الغامر، إذ يستخدم إضاءة ذكية لتقطيع المشاهد والتنقل السريع بين الأزمنة والأماكن، مانحاً الجمهور تجربة لا تقل إثارة عن مشاهدة فيلم سينمائي رفيع المستوى.
سرد المسرحية يبدأ من حفل تكريم إدوارد مورو عام 1958، ليعود بالمشاهدين عبر تقنية الـFlashback إلى تفاصيل المعركة التي قادها في برنامجه الشهير “See It Now” ضد قمع الحريات وتلفيق التهم وتشويه السمعة حتى الدفع بالكونجرس لإلغاء لجنة ماكارثي سيئة السمعة.
وحول الرسالة التي توجهها المسرحية في هذه الظروف قال جورج كلوني:
“نحن نعيش زمناً نواجه فيه تحديات مشابهة – إن لم تكن أشد – مما شهدته أميركا أيام ماكارثي، وقوة الكلمة الحرة لا تزال سلاحنا الأول للدفاع عن الحقيقة.”
وأضاف جرانت هيسلوف، شريك كلوني في التأليف والإنتاج:
“قصة إدوارد مورو تذكير يومي للصحفيين والإعلاميين بمسؤوليتهم في قول الحقيقة مهما كانت التضحيات، وهذا ما يجعلنا نستعيدها اليوم على المسرح والتلفزيون.”
نال عرض “Good Night, And Good Luck” إشادة واسعة من النقاد وترشيحات لجوائز “توني” المرموقة، مواصلاً بذلك النجاح الكبير للفيلم الأصلي الذي ترشح لست جوائز أوسكار عام 2005.