تشديد القيود والرسوم الباهظة يطرد اللاجئين السودانيين من مصر إلى ليبيا

أدى تصاعد الضغوط الاقتصادية وتصعيد الإجراءات القانونية بحق اللاجئين في مصر إلى دفع آلاف السودانيين إلى الهروب مجددًا عبر الحدود نحو ليبيا بحثًا عن النجاة بعدما فقدوا الأمل في الاستقرار داخل الأراضي المصرية
واجه آلاف اللاجئين السودانيين منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع أوضاعًا قاسية أجبرتهم على مغادرة منازلهم حيث وصل عدد من فروا إلى الدول المجاورة إلى أكثر من أربعة ملايين لاجئ بحسب تقارير أممية بينما استقبلت مصر وحدها قرابة مليون وخمسمائة ألف لاجئ سوداني في واحدة من أكبر موجات النزوح في الإقليم
فرضت السلطات المصرية منذ أغسطس 2023 قيودًا جديدة تضمنت إلزام اللاجئين بإيداع مبلغ مالي يصل إلى ألف دولار أمريكي سنويًا لتجديد الإقامة وهي تكلفة عجز غالبية اللاجئين عن توفيرها مما دفع كثيرين إلى العيش دون أوراق رسمية معرضين للاعتقال أو الترحيل
أشار ناشطون في منظمات حقوقية إلى أن أوضاع اللاجئين السودانيين في مصر تدهورت بشكل متسارع منذ أواخر عام 2024 بعد إقرار قانون لجوء جديد وضع كامل صلاحيات تسجيل اللاجئين والموافقة على وضعهم القانوني بيد الحكومة بدلًا من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين ما أدى إلى رفض أو إلغاء العديد من ملفات اللجوء القديمة
سجلت المفوضية الأممية زيادة بنسبة 134 بالمئة في عدد اللاجئين السودانيين الواصلين إلى أوروبا في الشهور الخمسة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حيث اختار كثير منهم سلوك طريق الهجرة من مصر إلى ليبيا ثم عبور البحر نحو الجزر اليونانية رغم المخاطر
قدرت مصادر أمنية ليبية أن ما بين عشرين ألفًا إلى خمسة وعشرين ألف لاجئ سوداني دخلوا ليبيا منذ بدء النزاع بينهم ما لا يقل عن ألفين يُغادرون مصر أسبوعيًا خلال الصيف عبر طرق التهريب الممتدة في الصحراء الشرقية
روى لاجئون رحلتهم القاسية التي بدأت من الخرطوم مرورًا بالقاهرة ثم إلى ليبيا وصولًا إلى اليونان عبر قوارب مكتظة حيث سجلت وكالة فرونتكس عبور نحو 1469 لاجئًا سودانيًا إلى أوروبا عبر الطريق الشرقي من يناير إلى مايو 2025 مقارنة بـ 361 فقط خلال نفس الفترة من عام 2024
أوضح مهاجرون أن غياب الوثائق القانونية والحرمان من الرعاية الصحية أو التعليم وصعوبة الحصول على فرصة عمل كانت من أبرز أسباب قرارهم المغادرة رغم المخاطر الأمنية والبحرية التي تنتظرهم في الطريق نحو الضفة الأخرى
أكد لاجئون وصلوا إلى جزيرة كريت أن رحلتهم عبر البحر كانت محفوفة بالخوف والعنف والتوقيف من قبل قوات ليبية حيث تعرض بعضهم لسوء المعاملة في مراكز الاحتجاز المدعومة من الاتحاد الأوروبي في انتهاك واضح لقوانين حقوق الإنسان الدولية
أظهرت الأرقام أن أكثر من 21 ألف لاجئ سوداني رُحلوا قسرًا من مصر منذ بداية عام 2025 بسبب عدم امتلاكهم إقامة قانونية وهي إجراءات أثارت انتقادات منظمات دولية رأت فيها تهديدًا لسلامة اللاجئين وخرقًا لالتزامات الدولة تجاه حقوق الإنسان
عبر لاجئون عن حزنهم وخيبة أملهم من الظروف القاسية التي واجهوها في مصر بعد أن لجأوا إليها فرارًا من الموت في السودان لكنهم وجدوا أنفسهم يطاردهم الخوف والجوع والملاحقة دون أفق واضح أو حماية قانونية تضمن لهم الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية