تفاقم أزمة الغاز بمصر يضغط على المصانع ويكشف فجوة إنتاجية مرعبة

أعلنت السلطات المعنية في مصر استكمال أعمال الحفر في بئر ظهر 6 بنجاح مما أسفر عن إضافة 60 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا إلى منظومة الإنتاج المحلي في وقت تعاني فيه البلاد من تراجع حاد في كميات الغاز المنتجة يوميًا والتي انخفضت من 7.1 مليار قدم مكعبة إلى 3.8 مليار فقط
أشارت التقديرات الهندسية إلى أن بئر ظهر 13 الجاري حفره حاليا من المتوقع أن يضيف قرابة 55 مليون قدم مكعبة يوميًا في مرحلة لاحقة مما يعزز من جهود تقليص الفجوة الحادة بين الاستهلاك والإنتاج ويحد من اعتماد الدولة على حلول طارئة مكلفة وغير مستقرة
أوضحت البيانات الأخيرة أن مصر تستهلك يوميًا حوالي 7.5 مليار قدم مكعبة من الغاز بينما لا يتجاوز حجم إنتاجها الحالي 3.8 مليار قدم مكعبة وهو ما تسبب في أزمة إمدادات خانقة دفعت الحكومة إلى التحرك العاجل نحو استيراد الغاز المسال وتفعيل وحدات التغويز العائمة في موانئ الإسكندرية والسخنة
لفتت المتابعات إلى أن استمرار تشغيل مصانع حيوية مثل مصانع الأسمدة بات مهددًا نظرًا لعملها بنصف طاقتها التشغيلية بسبب نقص الإمدادات المحلية من الغاز مما ينذر بخسائر اقتصادية مباشرة على قطاع الصناعة الحيوي في البلاد
أكدت الوقائع أن السلطات استعانت بوحدات تغويز جديدة ضمن خطط عاجلة لتعويض العجز المتسارع في الإمدادات الداخلية حيث جرى تكثيف عمليات الحفر في الحقول البحرية خصوصًا حقل ظهر الذي يمثل محورًا رئيسيًا في استراتيجية استعادة الطاقة الإنتاجية
نوهت التحليلات الاقتصادية إلى أن استمرار هذا التراجع في إنتاج الغاز دون تحسن ملموس خلال الأسابيع القادمة سيؤدي إلى مزيد من الضغوط على الاقتصاد الوطني ويهدد استقرار السوق المحلي خاصة مع ارتفاع الطلب في فصل الصيف وزيادة احتياجات الكهرباء والمصانع
أضافت مصادر متابعة أن تشغيل الحقول الجديدة ورفع إنتاجها لا يغني عن الحاجة لخطط طويلة الأجل لرفع كفاءة الاستخراج وتوسيع الاكتشافات المستقبلية بما يحصن مصر ضد تقلبات السوق العالمي ويدعم أمنها الطاقوي في مواجهة التحديات المقبلة