سماء سوداء.. 64٪ من المصانع خارج الرقابة تنفث السم يوميًا وتقتل الأطفال صمتًا

كشف الإهمال البيئي المتواصل عن صورة قاتمة تعيشها مصر داخل حدود 64٪ من المناطق الصناعية التي بقيت خارج أي رقابة حقيقية منذ أكثر من ثلاث سنوات كاملة
عانت الأسر المقيمة في تلك المناطق من أضرار متراكمة بعدما سُمح للمصانع بإلقاء المخلفات السامة مباشرة في المجاري المائية دون معالجة مما تسبب في تلوث حاد أصاب المياه الجوفية ودمّر مصادر الشرب النظيفة
سجلت المستشفيات خلال العام الماضي فقط ما يزيد على 18 ألف حالة لأمراض متقدمة في الجهاز التنفسي وأورام سرطانية ظهرت بشكل مفاجئ بين فئات عمرية مختلفة دون تحرك ملموس من الجهات المختصة
ارتفعت معدلات الإصابة بين الأطفال بأمراض تنفسية مزمنة بنسبة بلغت 41٪ خلال عام 2024 وحده مقارنة بالسنوات الماضية وهو ما أثار الذعر بين العائلات التي فقدت السيطرة على حماية أبنائها
فشلت الميزانية المخصصة للرقابة البيئية في أداء دورها رغم وجودها فعليًا بسبب غياب التخطيط وفساد إداري أعاق تشغيل منظومة الرصد والتتبع المفترض أن تكون جاهزة منذ سنوات
تجاهلت المصانع قواعد القانون وواصلت العمل دون فلاتر أو وحدات تنقية ما حوّل الهواء إلى سمّ يومي يتنفسه السكان على مدار الساعة خصوصًا في المدن التي تحيط بها التجمعات الصناعية الكثيفة
أجبر التدهور البيئي الحاد بعض الأسر على مغادرة مناطقهم بعد عقود من الاستقرار نتيجة تراكم الأدخنة والضوضاء والتلوث وانهيار جودة الحياة بشكل لا يُطاق
عجزت المقترحات البرلمانية عن إحداث أي تأثير واقعي بعد أن تم تجاهل طلبات الإحاطة المتعلقة بالوضع الراهن ولم يصدر حتى الآن أي تحرك رسمي يلبي حجم الكارثة
أهدر التأخير في التعاقد مع جهات متخصصة لإدارة الرقابة البيئية فرصًا حقيقية كان يمكن أن تؤسس لشبكة مراقبة فعالة تغطي كافة المناطق الصناعية المتضررة
استمر التدهور وسط حالة من السخط الشعبي بعد انتشار صور مؤلمة تظهر أحياء كاملة محاصرة بالدخان والنفايات دون وجود أدنى مؤشرات على تدخل وشيك يعيد الأمل للأهالي
تفاقمت الأزمة حتى بات 79٪ من سكان تلك المناطق يشعرون بعدم الأمان الصحي ويعيشون يوميًا في حالة توتر دائم انعكست على صحتهم النفسية والجسدية وتسببت في معاناة متزايدة لا نهاية لها