أخبار العالم

طهران تشيّع ضحايا الهجوم: وداع مهيب لـ60 قائدًا وعالمًا

في مشهد مهيب يختلط فيه الحزن بالفخر، شيّعت العاصمة الإيرانية طهران، اليوم السبت، جثامين أكثر من 60 شخصًا من ضحايا الهجمات الإسرائيلية التي طالت البلاد خلال 12 يومًا متواصلة. المراسم التي جمعت قادة عسكريين، وعلماء، ونساءً، وأطفالاً، تحولت إلى تظاهرة وطنية كبيرة حملت رسائل سياسية وشعبية في آنٍ واحد.

انطلقت مراسم التشييع صباح السبت من أمام البوابة الرئيسية لجامعة طهران، المكان الذي وصفته وكالة “إرنا” الرسمية بأنه “بوابة الانتفاضات ووداع الشهداء”، في إشارة رمزية إلى ما تمثله الجامعة من قيمة نضالية وتاريخية في الوعي الإيراني.

خلال التشييع، سادت أجواء من الحزن والغضب، فيما رفرفت الأعلام السوداء والحمراء، وتصدّرت صور الضحايا موكب الجنازة. شارك في التشييع عدد من كبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، من بينهم وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، بالإضافة إلى قيادات دينية بارزة.

الضحايا الذين تم تشييعهم اليوم قضوا في سلسلة من الهجمات الجوية التي نفذتها إسرائيل، وفق ما أفادت به وسائل إعلام رسمية إيرانية مثل وكالة “فارس” و”إرنا”، مشيرة إلى أن الأهداف شملت مواقع عسكرية ومبانٍ سكنية. ولم تحدد السلطات الإيرانية حتى الآن القائمة الكاملة لأسماء الضحايا، لكن تأكيدات رسمية أشارت إلى أن من بينهم شخصيات بارزة في برامج الدفاع والبحث العلمي، إلى جانب عدد من النساء والأطفال.

الهجمات الإسرائيلية التي بدأت قبل نحو أسبوعين، جاءت، بحسب التحليلات الأولية، في سياق التصعيد المتبادل في المنطقة، خصوصًا بعد استهداف مواقع إسرائيلية من قبل فصائل موالية لطهران في كل من العراق وسوريا.

حتى اللحظة، لم تصدر إسرائيل تعليقًا رسميًا حول هذه العمليات، كما لم تعلن إيران عن رد مباشر، مكتفية بتصريحات تشدد على أن “الرد قادم في الزمان والمكان المناسبين”، وفق ما نقلته وكالة “تسنيم” عن مصادر في الحرس الثوري.

في الأثناء، تستمر حالة التأهب الأمني في عدة مدن إيرانية، وسط دعوات في البرلمان الإيراني للرد الفوري على الهجمات. أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنها تقدّمت باحتجاج رسمي إلى مجلس الأمن الدولي، مطالبة بإدانة “العدوان الإسرائيلي غير المبرر”.

وفيما يترقب الشارع الإيراني الموقف الرسمي النهائي، تتجه الأنظار نحو الأيام المقبلة، حيث قد تحدد إيران آلية الرد أو تختار التصعيد عبر حلفائها في المنطقة. لكن ما هو مؤكد حتى الآن، أن تشييع السبت شكّل لحظة فارقة في الذاكرة الإيرانية، تضاف إلى سلسلة من الأحداث التي تعيد رسم خريطة التوتر في الشرق الأوسط.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى