كندا تطالب بتوضيحات عاجلة من السلطات الأميركية بشأن وفاة مواطنها في مركز احتجاز في فلوريدا

طلبت الحكومة الكندية من الولايات المتحدة تقديم توضيحات عاجلة حول ملابسات وفاة المواطن الكندي جوني نوفييلو، البالغ من العمر 49 عاماً، أثناء احتجازه لدى وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في ولاية فلوريدا هذا الأسبوع.
توفي نوفييلو في 23 يونيو داخل مركز احتجاز فيدرالي بمدينة ميامي، حيث كان محتجزاً بانتظار استكمال إجراءات ترحيله من الولايات المتحدة. وقالت وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية في بيان رسمي إن نوفييلو عُثر عليه فاقداً للوعي، وتدخل الطاقم الطبي على الفور بعمليات الإنعاش القلبي الرئوي واستخدام جهاز الصدمات الكهربائية، كما تم استدعاء خدمة الطوارئ 911. يعتبر نوفييلو تاسع حالة وفاة منذ بداية العام الجاري داخل مراكز احتجاز هذه الوكالة، ما يثير المزيد من المخاوف بشأن ظروف الاحتجاز وسلامة المحتجزين الأجانب.
كان نوفييلو قد دخل الولايات المتحدة بشكل قانوني في عام 1988، وحصل على إقامة دائمة بعد ثلاث سنوات، قبل أن يُلقى القبض عليه من طرف وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في 15 مايو. وكانت السلطات الأميركية قد أدانته سابقاً بعدة تهم جنائية تتعلق بالمخدرات والابتزاز في ولاية فلوريدا، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 شهراً في عام 2023، لتقرر السلطات لاحقاً ترحيله استناداً إلى تلك الإدانات.
وفي هذا الصدد، صرّح متحدث باسم وزارة الخارجية الكندية: “نتابع ببالغ الأسى وفاة السيد نوفييلو ونعمل بشكل وثيق مع السلطات الأميركية للوقوف على ملابسات الحادث وضمان أعلى درجات الشفافية. صحة وسلامة المواطنين الكنديين في الخارج على رأس أولوياتنا.” من جانبها، أكدت وكالة ICE في بيانها التزامها الكامل بإجراء تحقيق شامل في الحادث، بالتعاون مع الجهات المختصة في ولاية فلوريدا.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة جاءت في ظل تزايد التقارير عن ظروف الاحتجاز الصعبة في مراكز وكالة الهجرة والجمارك الأميركية، ما يسلط الضوء من جديد على قضايا حقوق الإنسان الخاصة بالمحتجزين الأجانب داخل الأراضي الأميركية.
وكتبت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند، في منشور على منصة “إكس”، أن السلطات الكندية أُبلغت بوفاة نوفييلو أثناء احتجازه في الولايات المتحدة، وأن مسؤولي القنصلية الكندية “يسعون بشكل عاجل للحصول على مزيد من المعلومات من المسؤولين الأميركيين”.
تاسع وفاة في مراكز الاحتجاز وذكرت صحيفة “ميامي هيرالد” أن نوفييلو هو تاسع حالة وفاة هذا العام في مراكز احتجاز وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية، والرابعة في منشأة احتجاز بولاية فلوريدا.
وقالت الوكالة في بيانها: “تواصل وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك التزامها بضمان أن يقيم جميع المحتجزين لديها في بيئات سالمة وآمنة وإنسانية”، مضيفة أنه “لا يُحرم أي أجنبي محتجز بصورة غير قانونية من الرعاية الطبية الطارئة في أي وقت خلال فترة احتجازه”.
وتتيح القوانين الفيدرالية للحكومة الأميركية إلغاء بطاقات الإقامة الدائمة وترحيل حامليها في حال ارتكابهم جرائم معينة، من بينها الاتجار بالمخدرات وجرائم جنائية خطيرة أخرى، وفق صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وقال دانيال ليسينج، المحامي الذي مثل نوفييلو في قضية الابتزاز التي تعود إلى عام 2023، والمتعلقة ببيع مواد أفيونية، مثل الأوكسيكودون والهيدرومورفين والهيدروكودون، في دايتونا بيتش، لصحيفة “ميامي هيرالد” إن موكله “كان يعمل فقط، ولم يكن هناك شيء خارج عن المألوف، ولا أي مخالفات، ولا شيء آخر”.
وأضاف: “لم يخطر ببالي أي شيء قد يشير إلى أن جوني نوفييلو كان يشكل خطراً على أي شخص”.
وأشار ليسينج إلى أن عائلة نوفييلو ذكرت أنه كان مصاباً بالصرع، ويتناول أدوية مضادة لنوبات التشنج، وأنهم “بذلوا جهداً شاقاً لضمان حصوله على أدويته”.