من نسيهم الزمن.. إهمال في الحماية الاجتماعية وانعدام الدعم للأيتام وكبار السن

أكدت مصادر مطلعة تفاقم أوضاع أكثر من 380 ألف يتيم ومسن في ظل غياب تام لأي دعم حكومي فعلي منذ ما يزيد على عامين وهو ما تسبب في تدهور خطير لمستويات المعيشة لهؤلاء الفئات الهشة التي لا تجد قوت يومها في كثير من الأحيان
أوضح ناشطون ميدانيون أن الأموال المخصصة لمساعدات الأيتام والمسنين تُصرف بشكل غير قانوني على حالات وهمية في الوقت الذي تُترك فيه الحالات الحقيقية بلا مأوى أو دواء أو طعام وهو ما دفع بعض الأطفال للتشرد وبعض كبار السن للموت في صمت تام
صرح مراقبون أن النسبة الكبرى من دور الأيتام الرسمية البالغ عددها المئات تعاني من إهمال حاد تجاوز 61٪ منها وفق ما أظهرته معاينات مستقلة نتيجة غياب الرقابة وسوء الإدارة ما أدى إلى انعدام الحد الأدنى من مقومات الرعاية الأساسية
أضافت مصادر محلية أن عدداً كبيراً من المسنين يعيشون بأقل من 25 جنيهاً في اليوم الواحد دون أن يحصلوا على أي دعم صحي أو غذائي فعلي رغم كونهم مسجلين ضمن قوائم الاستحقاق وهو ما يشكل مخالفة مباشرة للتوجيهات المعلنة من قبل الجهات الرسمية
لفتت مصادر مطلعة إلى أن بعض المسؤولين داخل المؤسسات الاجتماعية يستفيدون من الدعم المخصص للفقراء من خلال تحويل الأموال لجهات لا تمت للمستحقين بصلة وهو ما يفسر تأخر أو غياب الإعانات عن أصحابها الحقيقيين رغم تكرار المطالبات
زعم مواطنون متضررون أن عدداً من الأطفال اليتامى لا يجدون ملابس أو غذاء مناسب داخل الدور التي من المفترض أن تؤمن لهم الرعاية والحماية اللازمة ما دفع بعضهم للهرب إلى الشارع في ظل غياب رقابة واضحة على أداء تلك المؤسسات
أردف متابعون أن مسناً أكد عدم حصوله على مخصصاته الشهرية منذ تسعة أشهر رغم تردده مراراً على مقرات الجهات المعنية دون جدوى ما يعكس خللاً بنيوياً في نظام توزيع الإعانات لم يتم تداركه حتى الآن
أشار معنيون إلى أن غياب الدعم الصحي عن كبار السن ساهم في زيادة معدل الوفيات بينهم بنسبة وصلت إلى 22٪ خلال عام 2024 وحده وهو ما يعكس حالة الانهيار الصامت التي يتعرض لها هذا القطاع المهم من فئات المجتمع
أعلن ناشطون أن مظاهر الغضب تضاعفت مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد تكرار القصص المأساوية التي توثق أطفالاً بلا رعاية وكباراً في السن يتعرضون للإهمال المؤدي للوفاة دون مساءلة لأي طرف مسؤول
استدرك مطلعون أن نفس الميزانيات التي تُهدر سنوياً كانت كفيلة بتحقيق حياة كريمة لأكثر من نصف مليون إنسان لو وُجهت بالشكل العادل والفعال وهو ما يثير تساؤلات حادة حول أسباب الفشل المستمر في إنقاذ الفئات الأشد فقراً
نبه مراقبون أن نحو 74٪ من الأسر التي ترعى أطفالاً أيتاماً عبر المبادرات الفردية تعاني من الإحباط الكامل في ظل تجاهل الجهات المعنية لهم وغياب أي دعم رسمي يخفف عنهم أعباء الرعاية أو يساندهم في تحمل التكاليف المتزايدة
أفاد مواطن أنه اضطر لتبني طفل عثر عليه في الشارع رغم أنه كان مدرجاً في قوائم إحدى دور الرعاية الرسمية ما يعكس الفشل الذريع في الوصول إلى الحالات المستحقة رغم وضوح بياناتها وتسجيلها بشكل رسمي
ختمت مصادر بأن حالات الوفاة المتكررة بين المسنين الذين لا يجدون علاجاً ولا يجدون من يهتم بهم تمثل جريمة مكتملة الأركان في حق الإنسانية داعين إلى فتح ملف كامل للمحاسبة وإنهاء حالة التسيب والإهمال التي تهدد حياة الآلاف يومياً