إيهود باراك يفجر مفاجأة: لم ندمر النووي الإيراني ويحذر من حرب استنزاف.. ويدعو لحل سياسي لغزة

نفى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك صحة “الرواية الحكومية” حول نتائج الهجوم على البرنامج النووي الإيراني، مؤكداً أن طهران لا تزال على عتبة امتلاك السلاح النووي، ومحذراً من مخاطر الانزلاق إلى حرب استنزاف طويلة مع إيران. كما دعا إلى إنهاء الحرب في غزة واستبدال حركة حماس بجهة فلسطينية شرعية ضمن رؤية سياسية شاملة تحظى بدعم دولي واسع، في خطوة تعكس جدلاً متزايداً حول توجهات السياسة الإسرائيلية تجاه إيران وغزة.
في مقال نشرته صحيفة “هآرتس”، شدد باراك على أن النتائج الفعلية للهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية “بالغت فيها الحكومة”، موضحاً أن ما حدث لم يتجاوز تأجيلاً محدوداً لتقدم البرنامج النووي الإيراني، لم يدم سوى “أشهر معدودة”، ولم يصل إلى الحد الذي روّجته تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إيران “أُعيدت سنوات إلى الوراء”.
وكشف باراك أن إيران لا تزال تمتلك مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصب يتجاوز 400 كيلوغرام، وهو ما يكفي، بحسب تقديره، لصناعة “عشرة رؤوس نووية”، إلى جانب أجهزة طرد مركزي متطورة وخبرات علمية ومواقع قد تكون غير معروفة للاستخبارات الدولية. ونبّه إلى أنه لا يبدو في الأفق إمكانية لتوقيع اتفاق نووي “أكثر صرامة” مع إيران، معتبراً أن قرار انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 كان “خطأً فادحاً” مكّن إيران من الاقتراب أكثر من صنع السلاح النووي.
وحذّر باراك من انزلاق إسرائيل إلى حرب استنزاف مستمرة مع إيران، تواجه خلالها تل أبيب ترسانة الصواريخ الإيرانية بالاعتماد فقط على سلاح الجو، في ظل توقعات باقتصار الدعم الأميركي على توفير الذخائر وأنظمة الدفاع، دون تدخل هجومي مباشر. كما لمّح إلى إمكانية حصول إيران على صواريخ من كوريا الشمالية أو باكستان، الأمر الذي سيعقّد مهمة الدفاعات الإسرائيلية مثل “القبة الحديدية”.
وأكد باراك على غياب الرؤية السياسية لدى الحكومة الإسرائيلية الحالية، مشدداً على أن “الإنجازات العسكرية لا تصمد دون غطاء دبلوماسي فاعل”، ودعا بقوة إلى إنهاء الحرب في غزة وإعادة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، مع ضرورة استبدال “حماس” بجهة فلسطينية شرعية بدعم أميركي ومصري وخليجي. وأيّد باراك توجه إسرائيل للانضمام إلى منظومة إقليمية جديدة تشمل تطبيع العلاقات مع السعودية وتوسيع اتفاقيات أبراهام مع الدول العربية.
وفي سياق انتقاده الشديد للحكومة الحالية، وصف باراك الإدارة الحالية بأنها “الأخطر في تاريخ إسرائيل”، محملاً رئيس الوزراء المسؤولية عن محاولة تفكيك الجهاز القضائي وتهديد القيم الديمقراطية والوحدة الداخلية. وقال باراك: “لا بد من استئناف النضال ضد هذه الحكومة بعد الحرب، الأمر الذي يمثل أولوية وطنية لا تحتمل التأجيل”.