العالم العربيمصر

مصر تعلن عن وساطة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة بصفقة هدنة وتبادل أسرى

كشفت الحكومة المصرية عن جهود مكثفة تتوسط فيها لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عبر اتفاق يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً، وذلك مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين وإدخال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة إلى القطاع.

وخلال مقابلة بُثت مساء الأحد على قناة “أون تي في” المصرية، صرح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي: “المطروح الآن ونعمل عليه هو وقف إطلاق نار بقطاع غزة والعدوان الإسرائيلي لمدة 60 يوماً مقابل الإفراج عن عدد من الرهائن الإسرائيليين”. وأكد أن الاتفاق يتضمن كذلك إدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى القطاع في أسرع وقت ممكن، سعياً لخلق زخم يمهد لاستدامة وقف إطلاق النار والانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق الموقع في 19 يناير الماضي.

يأتي هذا التحرك في أعقاب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق سابق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل مطلع مارس الماضي، والذي جاء بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي. وفيما التزمت “حماس” بجميع بنود المرحلة الأولى، بحسب مصادر مطلعة، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو –المطلوب للعدالة الدولية– تراجع عن بدء المرحلة الثانية، استجابةً لضغوط من المتطرفين في ائتلافه الحاكم وفق المعارضة الإسرائيلية.

وأكد عبد العاطي تفاؤله بإمكانيات نجاح الجهود الجارية مع الولايات المتحدة وقطر، قائلاً: “نأمل في حل مستدام ووقف إطلاق نار مستدام، وما نتحدث عنه الآن خطوة أولى”. وأضاف: “الرؤية الشاملة (للحل في غزة) مطروحة بالتأكيد من جانب واشنطن ونقدر رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العمل على استدامة وقف إطلاق النار، وأن يقود ذلك إلى تسوية شاملة”.

وأشار الوزير المصري إلى تفهم أمريكي متزايد بضرورة أن يشمل أي اتفاق ضمانات حقيقية تحول دون استئناف العدوان الإسرائيلي على غزة مستقبلاً، محذراً من أن “استئناف إسرائيل العدوان على غزة مرة أخرى بعد التوصل إلى اتفاق، سيكون مصدراً رئيسياً للتهديد وعدم الاستقرار في المنطقة”.

وتشير التقارير إلى أن تل أبيب تحتجز أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني في سجونها، وتعيش غزة منذ 7 أكتوبر 2023 تحت ويلات عدوان غير مسبوق أوقع حوالي 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين، وسط تنديد حقوقي واسع.

في السياق ذاته، كشفت مصادر إسرائيلية لقناة “12” العبرية أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تفضل صفقة تبادل أسرى على استكمال العمليات العسكرية في غزة، في حين عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أمله بقرب التوصل إلى اتفاق يضع حداً للحرب.

أما حركة “حماس” فقد شددت مراراً على استعدادها لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. في المقابل، يصر بنيامين نتنياهو على صفقات جزئية ويضع شروطاً جديدة من بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية وعودة السيطرة العسكرية الإسرائيلية على غزة، ما يعقد المشهد السياسي ويعرقل جهود التهدئة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى