العالم العربيترجمات

Les Échos الفرنسي: الصندوق الدولي للتنمية الزراعية يُحذر: تمويل غير كافٍ يهدد الأمن الغذائي في مواجهة التغير المناخي

في ظل أزمات متصاعدة وانعدام أمن غذائي حاد في مناطق متعددة، أبرزها مقاطعة توركانا بكينيا حيث تتكبد محاصيل الذرة خسائر جسيمة بفعل أسراب الجراد الصحراوي، يُطلق الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) التابع للأمم المتحدة نداءً ملحًا خلال مؤتمر تمويل التنمية المنعقد في إشبيلية: العالم متخلف بشكل خطير عن تمويل صغار المنتجين والمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان النامية، وهم العمود الفقري للأمن الغذائي العالمي.

يمثل صغار المنتجين ثلث المنتجات الزراعية في العالم، إلا أن الدعم المقدم لهم لا يتجاوز 0.8٪ من تمويل المناخ عالمياً، أي ما يعادل 5 مليارات دولار فقط سنويًا، مقارنة بحاجتهم الملحة إلى 75 مليار دولار لمواجهة وتيرة التغير المناخي المتسارعة. وقال رئيس الصندوق في تصريح له خلال المؤتمر: “الأرقام تكشف تناقضاً صارخاً، إذ أن المساعدة الإنمائية الرسمية تتضاءل فيها الاستثمارات الموجهة للتنمية المستدامة مقارنة بالمساعدات الإنسانية والصحة، ولا تزال مساهمات المجتمع الدولي أبعد ما تكون عن تلبية احتياجات صغار المنتجين.”

أضاف رئيس الصندوق: “ما نشهده اليوم من موجات جفاف غير مسبوقة في البرازيل، وتراجع إنتاج الكاكاو في غانا، واضطراب سلسلة الغذاء عالمياً نتيجة آثار التغير المناخي، يحتم علينا زيادة الاستثمار في بناء مرونة النظم الزراعية وتأمين سبل عيش مئات الملايين من البشر. لا يمكن التصدي لهذه التحديات إلا من خلال شراكة عالمية وتكثيف موارد التمويل.”

وأكد أن الصندوق استطاع، عبر محفظة مشاريع إجمالية بقيمة 20 مليار دولار، دعم ما يفوق 90 مليون شخص حتى الآن، ويطمح للوصول إلى 220 مليون مستفيد في السنوات المقبلة، مستندًا إلى تحقيق رقم قياسي في رأس المال المجمع خلال ديسمبر 2023 والذي بلغ 1.46 مليار دولار من 106 دولة عضو.

وحذر الصندوق من أن الوضع الجيوسياسي الحالي واضطرابات سلاسل الإمداد في أعقاب الأزمات الدولية، يفرضان على الدول إعادة النظر في مفهوم الأمن الغذائي كأولوية للأمن القومي، خاصة في إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط. وقال: “اليوم هناك حوالي 300 مليون شخص في حالة انعدام أمن غذائي حاد، و700 مليون يعانون من سوء التغذية، في وقت نرى فيه المليارات يعانون من السمنة جراء سوء توزيع الغذاء.”

ودعا الصندوق إلى تعزيز التكامل الإقليمي الزراعي بين البلدان لوقف هدر الفوائض وتغطية النقص في بلدان الجوار، وشدد على أهمية تنويع الإنتاج الوطني وتقليص الاعتماد على واردات السلع الإستراتيجية.

واختتم بقوله: “بدون تربة خصبة ومصادر مياه كافية وتمويل مناسب، يبقى مستقبل الزراعة، وبالتالي مستقبل الأمن الغذائي العالمي، مهددًا. على العالم أن يتحرك الآن وبقوة.”

المصدر Les Échos الفرنسي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى