العالم العربي

نتنياهو يستعد للقاء ترامب في واشنطن وسط جلسات أمنية مكثفة حول غزة

في تطور لافت على الساحة السياسية، يُرتقب أن يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن مساء السبت القادم، لعقد لقاء مهم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين في البيت الأبيض، بحسب ما أفادت به مصادر إسرائيلية مطلعة.

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن جلسة مداولات أمنية ستُعقد يوم الخميس، وهي الجلسة الرابعة من نوعها خلال نحو أسبوع، في ظل تصاعد النقاشات في أروقة صنع القرار الإسرائيلي حول مستقبل العمليات العسكرية في قطاع غزة، وفرص التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار مع حركة “حماس”، أو الدفع نحو توسيع نطاق الحرب.

وأشارت المصادر إلى أن الزيارة المرتقبة ستكون الرابعة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، والثالثة منذ بدء الولاية الثانية للرئيس ترامب في يناير 2025، ما يسلط الضوء على عمق التنسيق الدبلوماسي والأمني بين الجانبين في هذه الفترة الحساسة.

ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر إسرائيلي قوله: “اللقاء المرتقب بين رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس ترامب سيشكل فرصة مركزية لاستعراض آخر التطورات الأمنية وبحث المبادرات المطروحة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. نحن نحرص على التنسيق البنّاء مع الإدارة الأمريكية في كافة الملفات”.

من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن هذه المشاورات الأمنية تأتي ضمن مساعي القيادة الإسرائيلية للوصول إلى تفاهمات من شأنها إنهاء الحرب أو رسم معالم المرحلة المقبلة.

وذكرت الهيئة أن “الرئيس ترامب يسعى للتقدم نحو صفقة كبرى تشمل إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن المحتجزين، ودفع مسار التطبيع (إسرائيل) مع دول عربية”.

وكانت هيئة البث أشارت إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر يتواجد في واشنطن لعقاد لقاءات تحضيرية مع مسؤولين أمريكيين.

وخلال الأيام الماضية، أعرب ترامب مرارا عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بغزة، وأنه “بات وشيكا جدا”، وسط أحاديث عن إمكانية توسيع التطبيع بين إسرائيل ودول عربية.

وفي مارس/ آذار تنصل نتنياهو من استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في يناير، يما يضمن إنهاء الحرب وتبادل الأسرى علي مراحل.

وأكدت “حماس” مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة، كما تقول المعارضة الإسرائيلية.

وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، ما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 190 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى