السيسي يؤكد أن إرادة الشعوب أقوى من أي اتفاق مفروض بالقوة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن تحقيق السلام الحقيقي لا يمكن أن يتم عبر الفرض أو الإكراه مشدداً على أن مساعي فرض الاستقرار بالقوة لم تنجح أبداً في التاريخ وأوضح أن السلام الدائم يجب أن ينبع من إرادة الشعوب وإيمانها به وليس من خلال ترتيبات رسمية تُعقد دون رضا الشعوب المعنية
أوضح السيسي أن مصر خاضت تجربة فريدة في هذا السياق خلال سبعينيات القرن الماضي عندما وقّعت اتفاقية السلام مع إسرائيل وأكد أن تلك الاتفاقية لم تكن ثمرة ضغوط أو إملاءات بل نتيجة تفاهمات عميقة ونوايا صادقة للعبور من سنوات الصراع إلى مرحلة جديدة تقوم على التعايش
لفت إلى أن مصر دفعت ثمناً باهظاً في سبيل هذا السلام حيث شهدت البلاد منذ عام 1948 وحتى عام 1973 سلسلة من الحروب مع إسرائيل أدت إلى استشهاد أكثر من 100 ألف مصري وفقدان آلاف الكيلومترات من الأراضي وتكبّد الاقتصاد المصري خسائر تجاوزت 500 مليار جنيه بأسعار اليوم
أعلن السيسي أن مصر لم تتوانَ في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين منذ ذلك الحين ورفضت على الدوام أي محاولة لتهميش القضية الفلسطينية أو فرض حلول أحادية مؤكداً أن مصر ظلت على موقفها الثابت الداعم لحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية
استرسل في الإشارة إلى أن معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979 لم تكن نهاية المطاف بل كانت بداية لمسار طويل من التفاوض والحوار ومحاولات إقناع الأطراف المختلفة بأهمية إنهاء حالة الحرب وتحقيق استقرار دائم وشامل في المنطقة
أضاف أن السلام الذي يستند إلى التفاهمات العادلة يظل صامداً كما هو الحال في تجربة مصر التي رغم مرور أكثر من 45 عاماً على توقيع المعاهدة لا تزال تحافظ على التزامها بالسلام وتدعو لتكرار التجربة ضمن أسس مقبولة لجميع الأطراف
نوه إلى أن المحاولات الحالية لتطبيع العلاقات في المنطقة دون أخذ موقف الشعوب في الاعتبار تمثل تهديداً لاستقرار دائم وحذر من تجاهل الأصوات الرافضة للسلام الصوري لأنها في النهاية قادرة على تقويض أي تسوية لا تستند إلى أسس راسخة