كارثة بطرة: ونش يسحق سيارة أسرة والنيابة تأمر بتحقيق عاجل

في مشهد مأساوي لن يُمحى من ذاكرة من عايشه، تحوّلت لحظات عائلية عابرة إلى كارثة دموية على طريق الأوتوستراد بمنطقة طرة، جنوب القاهرة، بعدما سقط ونش ضخم من أعلى تريلا على سيارة تقل أسرة كاملة، ليلقي بحياة الأم وابنتها، ويترك الزوج والابن يصارعان الإصابات في مشهد تقشعر له الأبدان.
وقعت الحادثة في لحظة خاطفة، لكنها كانت كافية لتُسقط عائلة بأكملها في دوامة من الألم، بعدما اصطدم الونش المحمول فوق تريلا مسرعة بلافتة إرشادية على جانب الطريق، فانقلب على الفور ليسقط بجسده المعدني الثقيل على سيارة الأسرة المنكوبة، ويحولها إلى كومة من الحديد.
وفور تلقي البلاغ، انتقلت قوات الأمن وسيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، حيث تم نقل الضحايا إلى المستشفى في محاولة لإنقاذ من يمكن إنقاذه. ورغم محاولات الإسعاف المكثفة، فاضت روح الأم وابنتها في الحال، فيما أصيب الزوج والابن بجروح بالغة نقلوا على إثرها للعناية المركزة.
النيابة العامة لم تنتظر طويلًا، حيث أمرت بفتح تحقيق عاجل وشامل لكشف ملابسات الحادث، وتحديد من يتحمل المسؤولية القانونية. وبدأت التحريات فورًا، وشملت تكليف المباحث الجنائية بإجراء تحريات موسعة، وسؤال شهود العيان، والاستعلام عن وجود كاميرات مراقبة في محيط الحادث لتحليل المشاهد وتحديد اللحظات الحرجة التي سبقت الكارثة.
كما قررت النيابة العامة استدعاء خبراء الطب الشرعي لإعداد تقارير تفصيلية عن حالات الوفاة والإصابات، ومدى تطابقها مع روايات شهود العيان والمسؤولين عن نقل أو تركيب الونش فوق التريلا. ومن المنتظر أن يكشف تقرير الطب الشرعي المرتقب عن طبيعة الإصابات وسبب الوفاة، فضلًا عن تقدير مدة العلاج اللازمة للمصابين.
حادث طرة لم يكن مجرد تصادم مروري؛ بل جرس إنذار يدق بشدة حول إجراءات الأمان على الطرق السريعة، وضرورة الرقابة على حمولة المركبات الثقيلة، خاصة حين تكون هذه الحمولة خطرًا متحركًا قد يحصد أرواح الأبرياء في لحظة إهمال واحدة.