العالم العربي

مصر وقطر تنسقان مع واشنطن لاستئناف وقف إطلاق النار في غزة وتعزيز جهود إعادة الإعمار

أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره القطري محمد بن عبدالرحمن، يوم الثلاثاء، اتصالًا هاتفيًا لبحث مستجدات الأوضاع في القطاع، وسبل استئناف وقف إطلاق النار بالتعاون مع الولايات المتحدة، بما يسهم في حقن دماء الشعب الفلسطيني.

وأفاد بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية المصرية أن الجانبين تناولا آخر تطورات المشهد في غزة، مؤكدين استمرار التنسيق الثلاثي مع واشنطن بهدف استعادة التهدئة، وتسهيل إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين من الجانبين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى القطاع المحاصر. كما استعرض الوزيران الترتيبات الخاصة باستضافة مصر لمؤتمر “التعافي المبكر وإعادة الإعمار” فور التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، وذلك بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.

وأشار عبد العاطي خلال اتصال الأسبوع الجاري إلى أن القاهرة تعمل حاليًا على اتفاق لوقف العدوان على غزة، يتضمن هدنة لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق أسرى إسرائيليين وتسريع وصول المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع. وأكد على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الانتهاكات المستمرة بحق الفلسطينيين، والتي أسفرت منذ أكتوبر 2023 عن استشهاد وإصابة أكثر من 190 ألف فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نزوح مئات الآلاف وفقدان أكثر من 11 ألف مواطن.

كما بحث الجانبان التطورات الأخيرة في مسار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، وعبّرا عن أهمية تثبيت التهدئة وخفض التصعيد، والالتزام بالحلول الدبلوماسية كسبيل لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وشدد عبد العاطي على دعم مصر لاستئناف مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، مشيرًا إلى ضرورة العمل المشترك لتعزيز الأمن ومنع انتشار السلاح النووي في المنطقة، في ظل مواصلة إسرائيل امتلاكها ترسانة نووية خارج الرقابة الدولية.

وقال عبد العاطي: “تؤمن مصر أن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الطريق الوحيد لحماية شعوب المنطقة من ويلات الحروب والدمار. استمرار التوتر ليس في مصلحة أي طرف، ومصر ملتزمة بتكثيف الجهود بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة وكل الأطراف الفاعلة من أجل التوصل لاتفاق دائم في غزة والمنطقة بأسرها.”

من جهته، أكد الوزير القطري محمد بن عبدالرحمن أهمية تنسيق الجهود لضمان نجاح المبادرات الإنسانية في غزة، قائلاً: “إن الأزمة الإنسانية تستدعي استجابة دولية عاجلة، ولن ندخر جهدًا، مع شركائنا في مصر والولايات المتحدة، لإنهاء معاناة المدنيين والتوصل إلى حلول مستدامة تدعم أمن واستقرار المنطقة.”

وفيما تستمر التحركات الإقليمية والدولية، تعكف مصر على تنفيذ خطة طموحة مشتركة مع جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانها، وباستثمارات تتجاوز 53 مليار دولار خلال خمس سنوات. هذا وتظل القاهرة أحد الداعمين الرئيسيين لجهود التسوية وإعادة الإعمار، مع الإصرار على ضمان سيادة ووحدة الأراضي الفلسطينية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى