حقوق وحريات

معتقلون يصرخون الموت أرحم من ترحيلنا لسجن الوادي الجديد

طالب عدد من المعتقلين في سجن أبو زعبل 2 بإطلاق النار عليهم بدلًا من تنفيذ قرار نقلهم إلى سجن الوادي الجديد وأكدوا أن الموت أهون من مواجهة ظروف الاحتجاز القاسية التي تنتظرهم هناك

كشف المعتقلون في رسالة استغاثة مسرّبة أنهم تعرضوا للرفض التام عند مطالبتهم بإلغاء القرار وأوضحوا أن مصلحة السجون هي من أصدرت أمر الترحيل الذي تم تنفيذه وسط صدمة وخوف من المصير المحتوم الذي ينتظرهم

وصف المعتقلون لحظة دخولهم إلى السجن الجديد بأنها كانت بداية سلسلة من الإهانات والإجراءات القمعية وأشاروا إلى أنهم قُيدوا من الخلف وغطيت أعينهم ثم تعرضوا للضرب الجماعي العنيف فيما يُعرف داخليًا بالتشريفة

أضاف المعتقلون أن الزنازين الضيقة المعروفة بالمصفحة والتي بالكاد تستوعب 20 شخصًا يزج فيها بين 60 إلى 70 معتقلًا وأشاروا إلى أن الزنازين تعاني من انعدام التهوية وانقطاع المياه النظيفة وانتشار الحشرات والروائح الكريهة الناتجة عن غياب أي نظام صرف صحي

لفتت الرسالة إلى معاناة يومية تبدأ مع إجبار المعتقلين على خلع ملابسهم كل صباح وقضاء حاجتهم أمام بعضهم البعض وأعلنوا أنهم لا يحصلون إلا على زجاجة ماء واحدة يوميًا لكل معتقل وهي غير كافية لا للشرب ولا للنظافة

تحدث المعتقلون عن التعذيب النفسي والجسدي والحبس الانفرادي الذي تمارسه إدارة السجن وقالوا إن من يخرج من المصفحة يُنقل إلى زنازين الدواعي قبل أن يتم توزيعه على ثلاثة عنابر رئيسية

استعرضوا أوضاع عنبر 3 الذي يضم معتقلين سياسيين وجنائيين معًا وكذلك عنبر 4 الذي يعتبر الأكثر وحشية حيث يُحرم فيه المعتقلون من التريض والشراء أو إدخال الملابس بينما أكدوا أن عنبر 8 يسمح بالتريض لكن بطريقة مهينة إذ يُخرج المعتقلون فرادى في أشد ساعات الحرارة ويُمنعون من التفاعل أو التواصل

نوه المعتقلون إلى وجود عنبر التأديب الذي وصفوه بطريق الموت البطيء حيث يُحتجز المعتقل شبه عارٍ صيفًا وشتاءً ويُلقى له الطعام غير الصالح على الأرض وأوضحوا أن هذا العنبر شهد وفيات موثقة بحق محمد زكي وطارق أبوالعزم وحسام أبوالعباس وآخرين

زعم المعتقلون في ختام رسالتهم أن المئات حاولوا الانتحار بسبب اليأس الكامل من العدالة وأردفوا أن أوضاعهم تحولت إلى كارثة إنسانية صامتة بلا صوت ولا عدالة ولا أدنى مقومات الحياة

طالب المعتقلون بوقف الترحيل إلى الوادي الجديد ونقلهم إلى سجون قريبة من أسرهم تتوفر فيها أدنى الحقوق الإنسانية وناشدوا الجهات المختصة التدخل العاجل لوضع حد للانتهاكات الممنهجة وتجنيبهم المزيد من المآسي

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى