اقتصاد

الذهب ينهب أفريقيا علنًا والفقر يطحن شعوبها وسط صمت مدوٍ

أثبت الواقع أن أفريقيا الغنية بثرواتها لا تزال ضحية نهب منظم ومستمر تقوده شركات أجنبية تهيمن على مواردها بينما يرزح ملايين من أبنائها تحت خط الفقر بلا خدمات أو حقوق أساسية

أكدت الوقائع أن الذهب الذي كان يومًا رمزًا للقوة والسيادة تحول إلى لعنة على شعوب القارة فبينما تنتج أفريقيا ما يصل إلى 50% من الذهب العالمي لا يجد معظم سكانها قوت يومهم ويعيش أكثر من 120 مليون شخص في جوع حاد ومزمن

أوضحت المؤشرات أن الفقر امتد ليشمل 43.9% من سكان القارة عام 2025 رغم امتلاكها أكبر احتياطات معدنية في العالم من الكروم بنسبة 97% والكوبالت بنسبة 90% والبلاتين بنسبة 85% دون أن ينعكس ذلك على التنمية أو المعيشة

استمرت الشركات العملاقة في التوسع داخل أفريقيا حيث تستخرج باريك غولد ونيومونت وأنجلو غولد وآخريات عشرات الأطنان سنويًا من دول مثل مالي وغانا وتنزانيا وغينيا دون مشاركة حقيقية للشعوب في العوائد

بلغ إنتاج الذهب في عام 2024 أرقامًا ضخمة تصدرتها غانا بـ 140.6 طن تلتها مالي بـ 100 طن ثم جنوب أفريقيا بـ 98.9 طن وبوركينا فاسو بـ 94.4 طن والسودان بـ 73.8 طن وغينيا بـ 68 طن وساحل العاج بـ 58 طن وتنزانيا بـ 51.8 طن وزيمبابوي بـ 50.9 طن والكونغو الديمقراطية بـ 42.3 طن لكن هذه الثروات لم تُترجم إلى مشروعات تنموية أو إنجازات ملموسة

تفاقمت الأزمة مع اعتماد 10 ملايين إنسان على التعدين غير الرسمي في ظروف بدائية محفوفة بالخطر وقد أدى ذلك إلى سقوط أكثر من 20 قتيلاً في عام واحد نتيجة الاشتباكات في مناطق التنقيب

انكشفت حقيقة مريرة تؤكد أن الذهب لم يكن ثروة للأفارقة بل أصبح رمزًا لاستغلالهم وسرقة مستقبلهم تحت غطاء صفقات مشبوهة تباركها حكومات لا تمثل شعوبها بل تحرس مصالح الشركات العابرة للحدود

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى