قفزات أسهم التكنولوجيا تخفي تسريحات جماعية وتحولات تهدد ملايين الوظائف

شهدت أسواق المال موجة صعود غير مسبوقة قادتها شركات التكنولوجيا الكبرى حيث قفز سهم إنفيديا بنسبة 58% منذ السابع من أبريل تبعتها تسلا بنسبة ارتفاع بلغت 40.4%
كما ارتفعت أسهم مايكروسوفت وميتا بنسب 37.8% و37.3% على التوالي بينما سجلت آبل مكاسب بنسبة 11.2% وحققت ألفابت نمواً بلغ 16.4% مما أعاد الثقة إلى قطاع كان يتراجع تحت وطأة التباطؤ الاقتصادي العالمي
أوضح مراقبون أن هذه الطفرة مدفوعة بتوقعات قوية بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي إضافة إلى تخفيف محتمل للقيود الجمركية المفروضة سابقاً بجانب عودة الخوف من تفويت الفرصة لدى المستثمرين وهو ما دفع موجة شراء واسعة في قطاعات البرمجيات والتقنيات المتقدمة
أعلن مراقبون ماليون أن هذا الارتفاع المفاجئ أخفى وراءه موجة تسريحات مؤلمة طالت آلاف الموظفين حيث شرعت مايكروسوفت في فصل أكثر من ستة آلاف موظف خلال مايو ضمن وحدات لينكدإن وأقسام أخرى كما تستعد لتسريح المزيد داخل قطاع ألعاب إكسبوكس وهو ما يعكس تحولات داخلية تفرضها الطفرة في أنظمة الذكاء الاصطناعي التي باتت تحل محل العامل البشري بوتيرة متسارعة
استدرك خبراء في الاقتصاد الرقمي بأن هذه الطفرة قد لا تستمر طويلاً إذ يهدد الاعتماد الكثيف على الأتمتة بتقليص فرص العمل للوظائف البيضاء رغم تحقيق هوامش ربح أعلى ما يسلط الضوء على تناقضات صارخة بين أرباح المستثمرين ومصير العمال
أشار محللون إلى أن استثمار مايكروسوفت في شركة أوبن إيه آي بمبلغ 10 مليارات دولار قبل عامين أثبت جدواه اليوم بعدما تحول شات جي بي تي إلى أداة إنتاج رقمي فريدة لا تشبه سيري ولا غيرها من المساعدات الافتراضية
لفت مراقبون إلى أن شركات التصنيع الفعلي مثل تي إس إم سي وسامسونغ وإيه إس إم إل ورغم دورها المحوري في إنتاج الرقائق لا تزال تقيَّم بأقل من قيمتها الحقيقية إذ تبلغ القيمة السوقية لإنفيديا 2.476 تريليون دولار مقابل 804 مليارات فقط لبرودكوم في حين تبقى الشركات المصنعة للبنية التحتية التقنية خلف الستار بلا تقدير يعكس أهميتها الحقيقية
نوه خبراء بأن الرسوم الجمركية المفروضة تشوه النظام الاقتصادي العالمي إذ تضر مراكز التجميع في الصين من دون معالجة جذور أزمة سلاسل الإمداد التي تهدد الأمن الصناعي وتفتح الباب أمام مخاطر جيوسياسية قاتلة قد تفجر أزمات قادمة
زعم مراقبون أن المكاسب الحالية لشركات التكنولوجيا لا تعكس استقراراً بل تغطي على اضطراب عميق إذ تسعى هذه الشركات إلى رفع الإنتاجية عبر الأتمتة وتقليص التكاليف البشرية دون التفكير في الأثر الاجتماعي لقراراتها
أوضح محللون أن مايكروسوفت تظل الرابح الأكبر وسط هذه التحولات لكنها ليست في مأمن من التقلبات المنتظرة خاصة في النصف الثاني من 2025 حيث يتوقع أن تتكشف نتائج التوجهات الجديدة على الأداء المالي والوظيفي على حد سواء