مصر تؤكد دعمها لعملية سياسية شاملة في سوريا تحافظ على وحدتها واستقرارها

أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، دعم بلاده الكامل لتدشين عملية سياسية شاملة في سوريا، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره السوري، أسعد الشيباني، مساء الأربعاء.
وفي بيان صادر عن الخارجية المصرية صباح الخميس، أوضح عبد العاطي أن مصر تدعم بقوة عملية سياسية شاملة ذات ملكية وطنية سورية خالصة، دون أي إملاءات أو تدخلات خارجية. وتهدف هذه العملية إلى الحفاظ على وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكافة مكوناته وشرائحه، وتبني مقاربة شاملة وجامعة لكافة القوى الوطنية السورية.
كما شدد وزير الخارجية المصري على رفض بلاده القاطع للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للسيادة السورية، وأي مساس بوحدة وسلامة أراضيها. وأشار إلى أن مصر تولي اهتمامًا بالغًا باستقرار الأوضاع في سوريا وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يحقق تطلعات الشعب السوري.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تحتل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع بعد الأزمة في سوريا، فتوغلت في المنطقة السورية العازلة وفي محافظتي القنيطرة وريف دمشق، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
بيان صادر عن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي:
“مصر ملتزمة بدعم سوريا وشعبها في هذه المرحلة الصعبة، ونؤمن بأن الحل السياسي الشامل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. نرفض أي تدخلات خارجية أو انتهاكات للسيادة السورية، وندعو جميع الأطراف إلى العمل بجدية من أجل مستقبل أفضل لسوريا”.
كما احتلت “جبل الشيخ” الاستراتيجي الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى نحو 35 كلم.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة لم تهدد إسرائيل بأي شكل من الأشكال، شنت الأخيرة منذ الإطاحة بنظام الأسد غارات جوية على سوريا، فقتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري، إضافة إلى توغلها بمحافظتي القنيطرة وريف دمشق.
ووفق البيان، تناقش الوزيران حول “الجهود المبذولة في إطار مكافحة الإرهاب، حيث شدد الوزير (المصري) على أهمية أن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة”.
من جانبه، استعرض الشيباني، مجمل التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية في سوريا، وفق البيان المصري.
وتطرق الاتصال إلى التداعيات المتوقعة لرفع العقوبات الأمريكية على المجتمع السوري خلال المرحلة المقبلة، بحسب البيان.
ومساء الاثنين، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بإنهاء العقوبات المفروضة على سوريا.
وذكر بيان أصدره البيت الأبيض، أن الخطوة تهدف إلى دعم مسيرة سوريا نحو الاستقرار والسلام.
وعقب ذلك أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية رفع أسماء 518 فردا ومؤسسة من قائمة العقوبات المفروضة على سوريا، ممن يعتبرون “بالغي الأهمية لتنمية سوريا وعمل حكومتها وإعادة بناء النسيج الاجتماعي”، فيما أعلنت توسيع نطاق العقوبات المفروضة على الأفراد والمؤسسات المرتبطة برئيس النظام المخلوع بشار الأسد وأنصاره.
وعلى خلفية انتهاكات نظام الأسد بقمع الثورة السورية منذ 2011، فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى عقوبات على البلد العربي، شملت تجميد أصول ووقف التحويلات المالية، وحرمانه من التكنولوجيا، وحظر التعامل مع نظامه.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، أكملت فصائل سورية سيطرتها على البلاد، منهية 61 سنة من حكم حزب البعث الدموي، بينها 53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وأعلنت الإدارة السورية الجديدة، في 29 يناير/ كانون الثاني 2025، أحمد الشرع رئيسا للبلاد خلال فترة انتقالية تستمر 5 سنوات.