انتهاكات وحدة دوفديفان الإسرائيلية تكشف قتلًا واعتداءات واستخدام مدنيين دروعًا بشرية

أصدرت منظمة الدفاع عن الأطفال – فلسطين (Defense for Children International – Palestine)، وهي منظمة حقوقية دولية تهتم بالدفاع عن حقوق الأطفال الفلسطينيين ومناصرة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، بيانًا حزينًا وكاشفًا عن جريمة بشعة ارتكبتها وحدة 219 “دوفديفان” التابعة للجيش الإسرائيلي.
هذه الوحدة مسؤولة عن القتل خارج نطاق القضاء للسيدة الفلسطينية العجوز حليمة أبو ليل، التي تبلغ من العمر 80 عامًا، حيث قامت قوات دوفديفان بخداع واضح حين تنكرت بزي طاقم إسعاف خلال مداهمة في مخيم بلاطة للاجئين بمدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة.
في تلك اللحظة التي شهدت سقوط إنسانية متهاوية، تم استهداف السيدة حليمة بطريقة بشعة؛ أُطلقت النار عليها وهي واقفة وحيدة، ولم يكتفِ الجنود بذلك بل أطلقوا عليها عدة طلقات إضافية من داخل سيارة الإسعاف المزيفة، مصوبة نحو صدرها وبطنها وساقها اليسرى، قبل أن يُسمح للهلال الأحمر بالدخول إليها بعد أكثر من ساعة من إصابتها، حين كانت قد فارقت الحياة. هذا القتل البارد خارج إطار القانون هو إهانة عميقة لكرامة الإنسان وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان.
ولا تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، إذ إن قوات دوفديفان مارست أساليب وحشية مع الفتاة الفلسطينية لارا سوالمة (23 عامًا)، حيث اقتحم الجنود شقة أسرتها وهددوها بأسلحتهم، وحصروها في الحمام. أُجبرت لاحقًا على التصوير بالقوة، بعد أن استُخدمت كدرع بشري وسط اعتداءات مهينة ولاإنسانية، مما يعكس حجم الظلم والمعاناة التي يعيشها المدنيون الفلسطينيون تحت الاحتلال.
هذه الوحدة نفسها كانت وراء مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية الشهيرة شيرين أبو عاقلة في 11 مايو 2022، عندما أطلق قناص منها النار عليها بلا رحمة. رغم وجود أدلة واضحة ومقاطع فيديو، لم تُحاكم أي جهة إسرائيلية المسؤولين، بل تم ترقية القناص ونقله لوحدة أخرى، وسط صمت دولي مخزٍ.
منظمة الدفاع عن الأطفال – فلسطين، وهي صوت العدالة والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، طالبت وزارة الخارجية الأمريكية بوقف تقديم أي مساعدات لوحدة دوفديفان، معتبرة أن استمرار الدعم المالي الأمريكي لهذه الوحدة يشكل مشاركة في الجرائم والانتهاكات المروعة التي ترتكبها ضد المدنيين الفلسطينيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
في ظل صمت وتجاهل السلطات الإسرائيلية، وفشل الجيش في محاسبة هذه الوحدة التي استخدمت سيارة إسعاف في عمليات عسكرية مخالفة للقانون، تتزايد المعاناة وتتعمق الجراح في القلوب الفلسطينية.
أما على الصعيد القانوني، فتشير منظمة الدفاع عن الأطفال – فلسطين إلى قانون ليهي الأمريكي لعام 1997، الذي يمنع تقديم المساعدات لأي وحدة أمنية يثبت تورطها في انتهاكات جسيمة بحقوق الإنسان. ورغم الأدلة الواضحة، لم تحظر وزارة الخارجية الأمريكية حتى الآن أي وحدة إسرائيلية من المساعدات، بما في ذلك وحدة دوفديفان.
مؤخرًا، رفعت المنظمة دعوى قضائية تطالب بفرض تنفيذ صارم لهذا القانون على إسرائيل، مدعومة بشهادات فلسطينيين وأمريكيين فلسطينيين فقدوا أحبّاءهم أو يواجهون تهديدات مستمرة جراء الانتهاكات الإسرائيلية. وعلى الرغم من توجيه المحكمة بضرورة الحوار بين الوزارة والمدعين، رفضت وزارة الخارجية اللقاء، مظهرة مرة أخرى عدم الجدية في معالجة هذا الملف الإنساني العميق.
تختم المنظمة رسالتها بتأكيد أن هناك واجبًا أخلاقيًا وقانونيًا على المسؤولين الأمريكيين، خصوصًا وزير الخارجية، بالعمل فورًا على وقف هذا الدعم الذي يُغذي دائرة العنف وينتهك حقوق الإنسان في فلسطين، مؤكدين أن العدالة لن تتحقق إلا بإنهاء الإفلات من العقاب وضمان المحاسبة.