العالم العربي

تصاعد المخاوف الأردنية والمصرية بعد توقف الحرب الإسرائيلية الإيرانية رسميًا

أثار وقف القتال بين إسرائيل وإيران ارتياحًا حذرًا في الأوساط السياسية المصرية والأردنية، لكنه لم يبدد القلق من تحولات إقليمية مفاجئة قد تفرضها تل أبيب استنادًا إلى ما تعتبره إنجازًا عسكريًا كبيرًا ضد إيران.

فقد أكد مراقبون في كلا البلدين أن حالة “الزهو الانتصاري” لدى إسرائيل تنذر بتبني نهج أكثر عدوانية قد يُحدث تغيرًا جذريًا في ميزان القوى الإقليمي.

أوضح محللون في القاهرة وعمان أن الانخراط الإسرائيلي العميق في المواجهة مع إيران، وما تبعه من دعم أمريكي غير مشروط، قد يمنح حكومة الاحتلال ثقة زائدة تدفعها نحو فرض “نظام إقليمي جديد” يخدم مصالحها الاستراتيجية فقط.

وأشاروا إلى أن هذا النهج يعزز احتمالات تهميش الدور العربي التقليدي، ويضعف فرص التسوية السلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

لفتت جهات مطلعة إلى أن أخطر ما تخشاه مصر والأردن حاليًا، هو احتمال أن تستغل إسرائيل وضع ما بعد الحرب لتنفيذ خطوات أحادية في الملف الفلسطيني، تشمل ضم أراضٍ جديدة، وتهجير السكان الفلسطينيين إلى الدول المجاورة، وتغيير الوضع القائم في القدس.

ونبهت إلى أن هذه السيناريوهات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري والأردني، وتناقض التوجهات المعلنة التي تنادي بإيجاد حل نهائي على أساس دولتين.

أعلنت جهات سياسية في البلدين ضرورة تحرك عربي منسق يواجه الطموحات الإسرائيلية ويستفيد من النفوذ الخليجي لدى الولايات المتحدة وأوروبا.

وأكدت أن الفراغ الاستراتيجي بعد إضعاف إيران قد يُستغل لتعزيز التطبيع، وفرض حلول لا تراعي المصالح العربية، ما يستوجب تحركًا فوريًا يعيد التوازن الإقليمي.

استدركت التحليلات بأن إسرائيل قد تجد نفسها أمام معادلة صعبة، فبينما تسعى للاستفادة من تراجع قوة “المحور الراديكالي” للضغط على حماس وتوسيع اتفاقيات التطبيع، فإن أي تعاون مع الدول العربية المعتدلة لإعادة إعمار غزة سيُلزمها باحترام مواقف تلك الدول، لا سيما بشأن القدس وحقوق الفلسطينيين.

أردف بنيامين نتنياهو في تصريح لاحق أن ما يعتبره نصرًا في غزة لا يقتصر على تحجيم حماس أو استعادة الأسرى، بل يمتد، بحسب زعمه، إلى “إعادة تشكيل الشرق الأوسط”.

وقال: “العين بالعين والسن بالسن… من يهاجمنا نهاجمه بأضعاف، سواء كان من الحوثيين أو حماس أو حزب الله أو إيران”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى