شبكة تجسس إيرانية تلاحق يهود برلين: اعتقال جاسوس دنماركي متورط

أعلنت السلطات الأمنية في مملكة الدنمارك عن توقيف مواطن دنماركي يُدعى “علي. س”، وذلك بناءً على مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الاتحادية العليا في جمهورية ألمانيا الاتحادية، على خلفية اتهامه بجمع معلومات استخباراتية عن أفراد ومواقع يهودية في العاصمة الألمانية برلين، لصالح جهاز استخبارات تابع لجمهورية إيران الإسلامية.
تم تنفيذ عملية الاعتقال يوم الخميس الماضي في مدينة “آرهوس” الدنماركية، بالتعاون بين جهاز الأمن والمخابرات الوطني في الدنمارك والسلطات القضائية الألمانية. وقد تقرر احتجازه حتى تاريخ 23 يوليو الجاري، ريثما يتم استكمال إجراءات تسليمه إلى ألمانيا لمواصلة التحقيق معه ورفع التهم المحتملة ضده أمام القضاء الألماني المختص.
ووفقًا لما صدر عن مكتب الادعاء العام الفيدرالي في ألمانيا، فإن “علي. س” يُشتبه بشدة في كونه عميلًا يعمل لصالح جهاز استخبارات إيراني. وتشير التحقيقات إلى أنه تلقى في مطلع عام 2025 أوامر مباشرة بجمع معلومات عن “أماكن يهودية وشخصيات يهودية محددة” في مدينة برلين.
وتفيد المعلومات التي جُمعت خلال التحقيقات بأنه في شهر يونيو من العام الجاري، قام المتهم بمراقبة ثلاثة مواقع في العاصمة الألمانية، يُعتقد أنها ذات صلة بالجالية اليهودية، ويُرجّح أن تكون هذه الخطوة تمهيدًا لتنفيذ أنشطة استخباراتية إضافية داخل ألمانيا، وربما تتضمن تلك الأنشطة أعمالًا إرهابية تستهدف أهدافًا يهودية.
وقد بدأ التحقيق في هذه القضية عقب ورود معلومات استخباراتية من الهيئة الاتحادية لحماية الدستور، وهي الجهة المسؤولة عن الأمن الداخلي ومكافحة التجسس في ألمانيا، وتولت الشرطة الجنائية الاتحادية إدارة ملف التحقيق منذ ذلك الحين.
تهديد لا يقتصر على ألمانيا: الخطر الإيراني عالمي
وعلى الرغم من أن هذه الحادثة وقعت على الأراضي الألمانية، فإنها تمثل حلقة جديدة في سلسلة طويلة من الأنشطة الإيرانية التي تستهدف الجاليات اليهودية حول العالم، وهو ما يعكس الطبيعة العابرة للحدود التي يتسم بها التهديد الإيراني.
يُذكر أنه في شهر يناير من عام 2018، نفذت السلطات الألمانية مداهمات واسعة شملت أربع مناطق في البلاد، بعد اكتشاف شبكة تجسس إيرانية كانت ترصد السفارة الإسرائيلية ورياض أطفال يهودية في برلين. وقد أفادت وسائل الإعلام الألمانية آنذاك أن العناصر التي تم توقيفها ينتمون إلى “قوة القدس”، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، وأن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي “الموساد” لعب دورًا مهمًا في إحباط هذه العملية.
وقد حذّر السفير الإسرائيلي لدى ألمانيا في حينه، جيريمي إسخاروف، من أن هذه القضية يجب أن تُشكّل جرس إنذار لا في ألمانيا وحدها، بل في عموم القارة الأوروبية.
لكن التهديد الإيراني لم يقتصر على أوروبا. فخلال العقد الأخير، وُثّقت عشرات المحاولات من جانب إيران أو منظمات تابعة لها لتنفيذ عمليات مراقبة وتجسس واعتداءات ضد مؤسسات يهودية أو بعثات دبلوماسية إسرائيلية في شتى أنحاء العالم، في مؤشر واضح على الأبعاد الدولية للأنشطة التخريبية التي تنفذها طهران أو تديرها عبر وكلائها.