نتنياهو يؤجل محاكمته للسفر إلى واشنطن وسط مذبحة غزة المستمرة

أكدت النيابة الإسرائيلية قبولها طلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تأجيل جلسات محاكمته المقررة الأسبوع المقبل، تمهيدًا لتمكينه من التوجه إلى واشنطن لعقد اجتماعات مهمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاء هذا القرار عقب موافقة المحكمة الإقليمية في القدس على تأجيل جلسات الأسبوع الحالي أيضًا، بعد طلب مماثل من نتنياهو، في ظل ضغوط متزايدة من ترامب الذي وصف المحاكمة بأنها حملة ملاحقة سياسية ضد رئيس الوزراء.
أوضح نتنياهو أنه مضطر للتغيب عن الجلسات بسبب جولته المرتقبة في الولايات المتحدة، والتي تتناول موضوعات حرجة تتعلق بحرب غزة، والتصعيد مع إيران، وقضايا إقليمية أخرى، في وقت يشهد فيه المشهد الإسرائيلي ضغطًا داخليًا شديدًا بسبب استمرار الحرب وتداعياتها.
أشار رئيس الوزراء إلى أنه يواجه اتهامات بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، التي قد تودي به إلى السجن حال ثبوتها. وقد بدأت جلسات استجوابه في يناير ضمن ثلاث قضايا رئيسة (1000، 2000، 4000)، التي ينفي فيها الاتهامات الموجهة إليه، بينما تم تقديم لائحة اتهام رسمية في نهاية نوفمبر 2019. بدأ محاكمته في 24 مايو 2020، ليصبح أول زعيم إسرائيلي متهم رسميًا وهو يمارس مهامه.
لفتت الأحداث إلى أن نتنياهو لا يواجه فقط القضايا المحلية، بل تواجهه أيضًا تهمًا دولية خطيرة؛ إذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر 2024 مذكرات توقيف ضده وضد وزير الدفاع السابق يوآف جالانت، بسبب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت في غزة، حيث قُتل أكثر من 56,600 شخص أغلبهم من النساء والأطفال منذ اندلاع النزاع في 7 أكتوبر 2023.
أضافت التطورات الأخيرة أعباءً ثقيلة على المشهد السياسي والأمني، حيث يتشابك ملف المحاكمة مع مصير الحرب وعمليات القتل الوحشية التي تشهدها غزة، في ظل ضغوط دولية ومحلية متصاعدة، تعكس مأساة إنسانية عميقة وتوترات غير مسبوقة داخل إسرائيل وخارجها.
تجسد هذه الخطوات تعقيدات المشهد السياسي في إسرائيل، بين محاولات الحفاظ على السلطة والتحديات القانونية والأخلاقية المتزايدة، وسط صمت رهيب يتخلل تفاصيل مأساة إنسانية لا تتوقف عن التفاقم.