
حماس نيابة عن الأمة فى مواجهة الصهيونية المسيحية.
في مشهد تتكرر فصوله، تتكشف يوماً بعد يوم خيوط المؤامرة الكبرى التي تقودها الصهيونية المسيحية، لا لمجرد دعم الكيان الصهيوني، بل لقيادة مشروع “نهاية القضية الفلسطينية”، عبر أدوات عسكرية، وسياسية، ودينية مغلفة بشعارات السلام الزائف.
وفي قلب المعركة تقف حركة المقاومة الإسلامية حماس، لا بصفتها فصيلاً فلسطينياً فحسب، بل باعتبارها “الوكيل الحضاري والديني للأمة الإسلامية” في مواجهة أخطر تحالف عرفته السياسة المعاصرة: تحالف الاستعمار الصهيو-مسيحي.
فكيف نقرأ الأحداث الجسام وإلى أى مصير تصير ؟؟.
أولاً: الصهيونية المسيحية.. الدين في خدمة الإبادة.
إن جذور الصهيونية المسيحية تعود إلى قرون من التحريف اللاهوتي الذي جعل من “قيام إسرائيل” شرطًا لنزول المسيح، و”تهويد القدس” وعدًا إلهيًا، فغدت التوراة السياسية سلاحًا لقتل الأبرياء. يقول تعالى:
{قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14].. في هذا الإطار، فإن كل حديث عن “مفاوضات” أو “تهدئة” ما هو إلا مسرحية مفضوحة تُدار من واشنطن وتل أبيب، أبطالها أنظمة وظيفية، وأدواتها تسريبات وهمية عن وساطات وحلول، بينما الوقائع تقول: لا هدنة، بل إبادة.
ثانيًا: أدوات الجريمة.. القتل والتجويع والمخدرات.
في غزة، تظهر خطة الإبادة واضحة المعالم: قصف يومي على المدنيين بهدف قتل أكبر عدد ممكن.
تجويع ممنهج عبر منع إدخال المساعدات الإنسانية.
تلويث المعونات بمخدرات ومواد فاسدة.
نشر الأمراض بين الأطفال تحديداً، لضرب جيل المستقبل.
استهداف “تجمعات الموت”، أي نقاط توزيع المساعدات لقتل المدنيين وهم ينتظرون ما يسد رمقهم.
يقول الله تعالى: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [البروج: 8].
ثالثًا: مشروع ما بعد الإبادة: من صفقة القرن إلى إتفاق إبراهام.
العدو لا يكتفي بالقتل، بل يسعى إلى تصفية القضية جذريًا، وفق خطوات ثلاث:
1. تصفية المقاومة (حماس) سياسيًا وعسكريًا.
2. فرض التطبيع الكامل مع الكيان الصهيوني بقيادته الإقليمية الجديدة عبر “اتفاق إبراهام”.
3. تهيئة شرق أوسط جديد تُدار فيه المنطقة من تل أبيب.
وهنا تكمن الحقيقة الأخطر: أن الاعتراف بالكيان كشرط لوقف الحرب يعني نهاية فلسطين بالكامل.
رابعًا: موقف الأمة.. الغياب الكارثي.
إن أشد ما يُعين الصهيونية المسيحية اليوم هو غياب الأمة عن موقع الفعل، وتحول بعض الحكام إلى أدوات تخدم المشروع الصهيوني، حتى باتوا يواجهون حماس نيابةً عن الاحتلال.
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
“يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها…” [رواه أبو داود].
الشعوب مقهورة، تحب الدنيا وتكره الموت.
الحركات الإسلامية أضعفتها المناكفات والانقسامات، حتى غدت لا تتقن إلا بيانات الشجب.
الجمعيات الداعمة لغزة تحولت لمشاريع إعلامية، بلا فعل مؤثر.
خامسًا: القانون الإلهي وسنن النصر.
لقد وعد الله عباده بالنصر إن أخلصوا له، وأعدوا ما استطاعوا من القوة: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} [البقرة: 249]، {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [الأنفال: 60].
والمقاومة اليوم تقف على هذا الأساس: يقين بالنصر أو نيل الشهادة. ورحم الله القائد الشهيد أبو إبراهيم (يحيي السنوار )، الذي أشعل الأرض تحت أقدام المحتل، وترك الدنيا وهو شامخ، نحسبه عند ربه في عليين.
سادسًا: دعوة مفتوحة إلى المسلمين العاملين للقضية في العالم الإسلامي.
يا مسلمي العالم، يا من تدّعون دعم القضية: راجعوا غايتكم.. حددوا أهدافكم.. طوّروا وسائل عملكم.. أخلصوا النية لله.
فإن فعلتم، تُفتح عليكم الدنيا والآخرة، وتكون توًا سندًا حقيقياً للمقاومة لا عبئاً إضافياً عليها.
سابعًا: إلى الأحرار والمجاهدين.
إلى المقاومة: اصبروا وصابروا، إنكم على الحق، والنصر وعد إلهي.
إلى الأحرار: تحرروا من عبودية الخوف والمال، فهذه معركة المصير.
إلى الحكام الخونة: خسئتم، لن تبيعوا الأقصى، ولن تُنسى خيانتكم.
“خاتمة”
إنها معركة الحق ضد الباطل، ومعركة الإيمان ضد التحريف، ومعركة الأمة ضد الخيانة.
إسرائيل إلى زوال، وفلسطين باقية، والإسلام هو الدين الحق.
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ} [الحج: 40].. {فَصَبْرًا يَا آلَ يَاسِرٍ، فَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْجَنَّةُ}.
د. محمد عماد صابر