29% من المصريين يؤيدون ختان البنات لأسباب طبية و54% يرفضونه نهائيًا في 2024

في عام 2024، تجددت أزمة ختان البنات في مصر، لتكشف عن انقسام عميق في المجتمع بين من يبررون هذه الممارسة بشتى الطرق وبين من يرفضونها تمامًا.
حيث أظهرت نتائج دراسة حديثة أن 29% من المصريين لا يزالون يعتقدون أن هناك أسبابًا طبية قد تفرض إجراء ختان البنات.
هذا الرقم يكشف عن تفشي مفاهيم خاطئة وروايات غير علمية عن “الفوائد الطبية” لهذه الممارسة، رغم الإجماع الدولي على أضرارها الصحية والنفسية.
من جهة أخرى، صرح 54% من المصريين برفضهم الكامل لختان الإناث، مما يعكس تنامي الوعي بخطورة هذه العادة التي تتسبب في أضرار جسيمة لصحة الفتيات، بالإضافة إلى تأثيراتها السلبية على حياتهن النفسية والاجتماعية، هؤلاء الرفضون يمثلون جيلًا أكثر تمسكًا بحقوق المرأة ويقظة تجاه قضايا حقوق الإنسان.
ولكن يبقى الرقم الأكثر إيلامًا هو نسبة 17% من المصريين الذين لم يستطيعوا تحديد موقفهم، ما يعكس ضبابية التفكير لدى فئة واسعة من المجتمع.
هؤلاء ربما لا يملكون معلومات كافية أو ليس لديهم الرغبة في الانخراط في نقاش حقيقي حول هذا الموضوع، مما يعزز فكرة أن الكثيرين ما زالوا يعيشون في حالة من الإنكار أو العجز عن اتخاذ موقف واضح بشأن قضية حاسمة تتعلق بصحة وحياة الفتيات.
ما يثير القلق هو استمرار وجود هذه النظرة التقليدية في بعض الأوساط الاجتماعية، خاصة في المناطق الريفية، حيث لا يزال يتم تبرير ختان البنات استنادًا إلى عادات قديمة أو أسباب دينية مشوهة.
هذا التبرير لا يتوقف عند حدود النظرة الاجتماعية فقط، بل يمتد إلى بعض المؤسسات الصحية التي تقاوم التغيير وتستمر في ممارسة هذه العادة رغم التحذيرات الطبية العالمية.
إن ما تكشفه هذه الأرقام ليس مجرد انقسام في الرأي، بل هو مؤشر على استمرار الجهل والمغالطات التي تحيط بمسألة ختان البنات.
قد يبدو أن المجتمع المصري بدأ يفتح عينيه تدريجيًا على الواقع المأساوي لهذه الممارسة، لكن الطريق ما زال طويلاً للقضاء عليها نهائيًا.