العالم العربي

وزارة الصحة في غزة تحذر من توقف الأقسام المنقذة للحياة بسبب أزمة الوقود الخانقة

في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل، حذرت وزارة الصحة في قطاع غزة من توقف وشيك لعمل الأقسام المنقذة للحياة داخل المستشفيات، وذلك نتيجة النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تغذي هذه الأقسام الحيوية.

تفاقمت أزمة الوقود بشكل خطير، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الإمدادات اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية التي تضمن استمرار عمل الأقسام الحيوية كالعناية المركزة وغرف العمليات والطوارئ. هذا النقص يهدد بشكل مباشر حياة المرضى، وخاصة أولئك الذين يعانون من إصابات حرجة ويحتاجون إلى رعاية طبية مكثفة.

وأكدت الوزارة في بيانها أن “أزمة نقص الوقود لاتزال تراوح مكانها ضمن مؤشرات غير مسبوقة”، مشيرة إلى أن “الضغط المتزايد من الإصابات الحرجة التي تصل إلى المستشفيات، يزيد الحاجة لضمان استمرار عمل المولدات الكهربائية التي تغذي الأقسام الحيوية”.

تتهم وزارة الصحة الاحتلال الإسرائيلي باتباع سياسة “تقطير” في إدخال كميات من الوقود لا تكفي لتمكين المستشفيات من مواصلة عملها بشكل مستقر. هذه السياسة تزيد من معاناة المرضى وتهدد بتقويض النظام الصحي الهش أصلاً في قطاع غزة.

“نحن أمام وضع كارثي يهدد حياة الآلاف من المرضى. استمرار الحصار ونقص الوقود يعني ببساطة الموت المحقق للكثيرين. نطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لرفع الحصار وتوفير الوقود اللازم لإنقاذ حياة المرضى.” – صرح مسؤول رفيع في وزارة الصحة.

وجددت الوزارة مناشدتها العاجلة للجهات الدولية والإنسانية لـ”التدخل الفوري والضغط على الاحتلال لإدخال إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل المولدات الكهربائية بالمستشفيات”.

وكانت الوزارة قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن توقف خدمة غسيل الكلى في مستشفى الشفاء نتيجة نفاد الوقود، في تطور خطير يعكس تداعيات الحصار.

وسبق أن أطلقت “صحة غزة” عدة تحذيرات خلال حزيران/يونيو من تعطل الخدمات الصحية الأساسية، جراء شح الوقود الناتج عن الإغلاق الإسرائيلي الكامل للمعابر ومنع إدخال المساعدات والمواد الإغاثية.

ومنذ مطلع آذار/مارس، فرضت “إسرائيل” حصارها المشدد على القطاع باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر بشكل كامل، ومنعت إدخال الوقود والمساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الكارثية داخل غزة.

وفي 18 آذار/مارس، تخلّت “إسرائيل” عن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي كان سارياً منذ 19 كانون الثاني/يناير، واستأنفت عدوانها على قطاع غزة، رغم التزام حركة “حماس” بكافة بنود الاتفاق.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى