موجة قمع وحشية في إيران يونيو 2025: 108 إعدامات و900 اعتقال في إطار حملة إرهاب سياسي

أكدت التقارير الصادرة عن إيران في يونيو 2025 أن النظام الإيراني لجأ إلى تصعيد غير مسبوق من القمع الدموي في أعقاب الهزائم التي تعرض لها في الحروب الأخيرة.
وفي خطوة تهدف إلى كبح أي تحركات شعبية، شهد هذا الشهر سلسلة من الإعدامات الوحشية والاعتقالات السياسية، ما يعكس بشكل واضح القلق العميق للنظام من تداعيات هذه الهزائم.
أوضحت البيانات أن النظام الإيراني نفذ ما لا يقل عن 108 عمليات إعدام في مختلف سجون البلاد خلال هذا الشهر، في محاولة للتأثير على المجتمع وإرهاب المعارضة.
تنوعت الإعدامات بين أفراد من مختلف الفئات، حيث شملت ثلاث نساء وسجينًا سياسيًا واحدًا. من بين هؤلاء الضحايا، كان هناك 11 من البلوش، 7 من الأكراد، و6 من المواطنين الأفغان.
أشار تقرير حقوقي إلى أن واحدة من أبرز الحالات كانت إعدام معصومة كاربخش، البالغة من العمر 39 عامًا، في سجن كرمان، وحفيظة بلوش زهي، وهي مواطنة بلوشية، التي تم إعدامها في سجن قزل حصار بتهمة “محاربة الله”. كما شمل التقرير إعدام طلعت سبزي في سجن قم.
أما السجين السياسي الذي تم إعدامه، فهو مجاهد (عباس) كوركور البالغ من العمر 42 عامًا، والذي أُدين بتهم ملفقة على خلفية مشاركته في انتفاضة 2022، حيث حاول النظام تحميله مسؤولية قتل طفل يدعى كيان بيرفلك، وهو ما فندته عائلة الطفل.
لفتت التقارير إلى أن النظام لم يتوقف عند الإعدامات فقط، بل شملت حملته أيضًا الاعتقالات الواسعة. ففي يونيو، تم اعتقال 900 شخص على الأقل، من بينهم 870 شخصًا بتهم تتعلق بالسياسة، مثل “التجسس”، “نشر أخبار الحرب”، و”التعاون مع الموساد”، إضافة إلى 21 مواطنًا بلوشيًا، أغلبهم تم اعتقالهم بسبب عدم حملهم وثائق ثبوتية. كما تم احتجاز 9 من أتباع الديانة البهائية في حملة استهدفتهم بشكل مباشر.
أكدت تقارير أخرى استمرار النظام في قتل المواطنين خارج إطار القضاء، حيث قُتل 21 شخصًا على يد القوات الإيرانية.
من بينهم ثلاثة من ناقلي الوقود (سوخت بر) و15 مواطنًا آخرين، فضلًا عن حالتين قضتا تحت التعذيب. هذه الإحصائيات تكشف عن تصعيد النظام لأسلوب القتل الجماعي بهدف إبقاء السلطة في يد رجال الدين، بعد أن فقد النظام أحد أهم أدواته في تهديد المنطقة.
في ضوء هذه الانتهاكات الواسعة، يبدو أن النظام الإيراني بات يعتمد بشكل متزايد على القمع الداخلي بعد أن فقد قدراته العسكرية في المنطقة.
وبينما كان يروج لوحدة وطنية وهمية، لم يتردد في تصعيد حملات القمع والإعدام ضد شعبه، مما يفضح أن الحرب الحقيقية التي يخوضها النظام هي ضد الشعب الإيراني، وليس ضد أي تهديد خارجي.