الخليل: تصاعد التوتر إثر اقتحام مستوطنين للمدينة واعتداءات على فلسطينيين.

اقتحم مستوطنون، تحت حماية جنود الاحتلال، البلدة القديمة في مدينة الخليل، في سلسلة من الاعتداءات والاستفزازات التي طالت مناطق مختلفة من الضفة.
وشهدت مدينة الخليل تصعيدًا ملحوظًا في اعتداءات المستوطنين، حيث أقدموا على إقامة بؤرة استيطانية جديدة فوق “جبل الجمجمة” في مدينة حلحول شمال الخليل. وقام المستوطنون بنصب غرف متنقلة ورفع العلم “الإسرائيلي” فوقها، في خطوة تعتبر استفزازية وتزيد من حدة التوتر في المنطقة.
ويُعد “جبل الجمجمة” موقعًا استراتيجيًا يطل على مستوطنات “كرمي تسور” و”غوش عتصيون” و”كريات أربع”، ما يجعله هدفًا للمستوطنين الساعين لتوسيع نفوذهم في المنطقة. كما اقتحم مستوطنون قرية الفخيت بمسافر يطا جنوب الخليل، في تكرار لسيناريو الاعتداءات المتواصلة على القرى والتجمعات الفلسطينية.
وفي سياق متصل، هاجم مستوطنون آخرون الفلسطينيين وممتلكاتهم في بلدة جلجليا شمال رام الله، مما أدى إلى وقوع إصابات وأضرار مادية. وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة فلسطيني في الرأس إثر هجوم مماثل شنه مستوطنون على بلدة بيتا جنوب نابلس.
وتأتي هذه الاعتداءات في ظل تقارير أممية مقلقة كشفت أن المستوطنين شنوا أكثر من 740 هجومًا على 200 بلدة وقرية وتجمعًا فلسطينيًا في الضفة المحتلة خلال الأشهر الستة الأولى من هذا العام، مما يسلط الضوء على تصاعد وتيرة العنف والاستفزازات التي يمارسها المستوطنون بحق الفلسطينيين.
تصريح الهلال الأحمر الفلسطيني:
“إصابة فلسطيني في الرأس إثر هجوم مستوطنين على بلدة بيتا جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.”
فيما قال رئيس “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان” (تابعة للسلطة الفلسطينية) مؤيد شعبان، في تصريحات صحفية، إن “المستوطنين نفذوا خلال الشهر الماضي، اعتداءات منظمة ومتزامنة في أنحاء الضفة المحتلة، طوروا فيها وسائل إشعال النيران لإحراق مناطق واسعة من الأراضي الزراعية وممتلكات الفلسطينيين”.
ووفق بيانات “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان”، فإن اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال أدت إلى ترحيل نحو 30 تجمعا فلسطينيا من مناطق سكنهم.
تزامن ذلك مع تحذير مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة رولاند فريدريك، من التدهور المقلق في الوضع الإنساني في خربة أم الخير ومسافر يطا جنوب الخليل، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين، وتكثيف أوامر الهدم، والإجراءات التي تهدد بتهجير قسري وشيك لمئات العائلات البدوية.
كما كشفت منظمة “البيدر” (تعنى بالدفاع عن حقوق البدو في فلسطين)، في بيان، أن “مستوطنين أطلقوا مواشيهم في أراضي الفلسطينيين المزروعة بأشجار الزيتون في منطقة شعب البطم بهدف تخريبها”.
وبيّنت المنظمة الحقوقية أن تلك الانتهاكات تتكرر في مسافر يطا ومناطق أخرى بالضفة، بهدف إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم والرحيل عنها، لصالح المستوطنين.
ويعاني الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة من تصاعد اعتداءات المستوطنين، في ظل زيادة ملحوظة في عدد البؤر الاستيطانية بنسبة تقارب 40% خلال فترة الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وارتفع عدد المستوطنات “المعترف بها” في الضفة الغربية من 128 إلى 178 مستوطنة، بالتوازي مع تصاعد عمليات هدم المنازل، واستمرار التهديدات الإسرائيلية بضمّ الضفة.