أخبار العالم

إنتحار جندي إسرائيلي بعد نقل جثث محترقة بالحرب وسط تجاهل تام

أوضح مصدر مطّلع أن أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتحمل المشاهد التي مرّ بها خلال الأشهر الأخيرة، فأقدم على إنهاء حياته بعدما تحوّلت أيامه إلى كابوس مستمر بسبب مشاركته المباشرة في الحرب على غزّة وجنوب لبنان، حيث ظلّ يتعامل بشكل يومي مع جثث قتلى محترقة ومشوّهة لدرجة جعلته ينهار نفسيًا تمامًا.

أكدت الوقائع أن الجندي ظلّ مكلفًا بمهمة نقل جثث القتلى من ساحة المعركة، وكان يشكو مرارًا من الروائح الكريهة التي لا تُطاق، والمناظر التي قال إنها “تلاحقه في منامه قبل يقظته”. ورغم كل العلامات الواضحة لانهياره النفسي، لم يتحرّك أحد لمساعدته، وكأن المعاناة صارت جزءًا من الروتين العسكري.

أشار المصدر إلى أن الجندي كتب رسائل توضح حجم الضغط الذي كان يعيشه، وذكر في إحداها أنه “لم يعد قادرًا على شمّ جسده من الرائحة العالقة فيه من الجثث”، وأنه يشعر بأن الحرب لم تنتهِ بداخله حتى بعدما عاد من الجبهة. ومع ذلك، ظلّ قياداته يتجاهلون تحذيراته حتى اللحظة الأخيرة.

زعم الجندي في إحدى ملاحظاته الشخصية أنه فقد الشعور بالحياة، بعدما تحوّل إلى مجرد “أداة لنقل الموت”، مؤكدًا أنه “لم يعد يرى البشر من حوله، بل جثثًا تمشي”، وهي عبارة صادمة تلخّص كل ما يعيشه جنود الاحتلال في الجبهات المشتعلة، خاصة من يتم تكليفهم بمهام من هذا النوع.

لفت البعض إلى أن الجندي كان من أكثر الملتزمين بالمهام في بداية الحرب، لكنه تغيّر تمامًا بعد تكرار مشاهد القتلى المقطّعين والروائح التي اخترقت أنفه وأعصابه، ومع كل ذلك، لم يجد من يحتضنه نفسيًا أو يقدّم له أي دعم يُذكر، فكان القرار المرير هو أن ينهي حياته بيده.

أردف المصدر أن الحادثة ليست الأولى من نوعها خلال هذه الحرب، لكنها تعكس حجم الانهيار الداخلي المتفشّي داخل صفوف الجنود، خاصة مع ارتفاع معدلات الانتحار في الجيش بشكل ملحوظ، في ظل صمت رسمي مريب، وكأن ما يحدث لا يهم أحدًا.

استدرك المتابعون أن ما يروَّج عن صلابة الجنود ينهار سريعًا أمام ضغط الواقع، وأن من يتم تصويرهم كأبطال في الإعلام، كثير منهم ينتهون على سرير الطب النفسي أو في أكياس سوداء، بعدما يحاصرهم ما رأوه بأعينهم في ساحة الحرب، خاصة في غزة ولبنان، حيث تحوّلت الأرض إلى مسرح جنون لا يرحم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى