حوارات وتصريحات

توفيق عكاشة: كارثة سنترال رمسيس تكشف الفساد المزمن وسوء الإدارة المتعفن بلا خجل

قال الإعلامي توفيق عكاشة إن ما جرى في سنترال رمسيس ليس سوى مرآة حقيقية لانهيار تام في منظومة الإدارة، وفضيحة صريحة تدين كل مسؤول تهاون أو تغاضى أو اكتفى بالجلوس على كرسيه دون أدنى رقابة. أكد أن تحميل المسألة على شماعة المؤامرات أو ربطها بعدو خارجي ليس فقط تزييفًا للواقع، بل هو تهرب فج ومكشوف من مسؤولية داخلية واضحة وضوح الشمس، تتعلق بالفشل الذريع والفساد المتجذر الذي ينخر في قلب المرافق الحيوية.

أوضح عكاشة أن سنترال رمسيس، الذي يُفترض أن يكون من أهم نقاط الارتكاز في شبكة الاتصالات، تحوّل إلى رمز للعجز الكامل والإهمال الفاضح، واصفًا ما حدث بأنه نتيجة طبيعية لسنوات طويلة من التسيب الإداري وانعدام الرقابة، حيث تم تسليم مؤسسة بحجم دولة إلى من لا يستحق ولا يفهم ولا يدير.

أشار إلى أن من يروجون لفكرة وجود “حرب باردة” تستهدف البنية التحتية، إنما يحاولون بوقاحة أن يغسلوا أيديهم من جريمة إدارية موثقة، وكأن الناس فقدت عقولها ولن تلاحظ أن الأجهزة تتعطل، والشبكات تنهار، والخدمة غائبة، دون أن يتحرك أحد من المسؤولين خطوة واحدة حقيقية نحو الإصلاح. زعم أن كل هذه المحاولات مجرد غطاء فاشل لإخفاء واقع أسود تتساقط فيه مؤسسات الدولة واحدة تلو الأخرى، بفعل فاعل داخلي لا خارجي.

لفت إلى أن الفساد داخل تلك المنظومة لا يقتصر على إهمال الصيانة أو غياب المتابعة، بل يمتد إلى عمق أوسع يشمل تعيينات بالمجاملات، وتجاهل الخبرات، وغض الطرف عن الكوارث الصغيرة التي تراكمت حتى انفجرت أمام الجميع. أعلن أن القصة كلها تبدأ من غياب المحاسبة، وتمر على التجاهل المزمن للحقائق، وتنتهي بجمهور غاضب يعاني، ومسؤولين يختبئون خلف عبارات منمقة ومصطلحات فارغة لا تسمن ولا تغني من جوع.

استدرك بأن الكارثة لم تأت فجأة، بل كانت لها مقدمات كثيرة تم التحذير منها مرارًا وتكرارًا، لكن لا حياة لمن تنادي، فالعقول مغلقة والآذان صماء والعيون مغمضة، كأن الإدارة لا ترى ولا تسمع ولا تريد أن تفهم. أردف أن ما حدث هو إعلان إفلاس حقيقي لمنظومة مفروض أنها تخدم الملايين، لكنها الآن لا تستطيع حتى أن تخدم نفسها.

نوه بأن التعتيم الإعلامي على الواقعة، أو تقزيم حجم الكارثة، يزيد من السخط الشعبي، ويُظهر مدى الانفصال التام بين المسؤولين والشارع، إذ لا أحد يريد الاعتراف بأن ما جرى هو نتاج طبيعي للعبث واللامبالاة والفساد الذي أصبح قاعدة لا استثناء.

استرسل عكاشة قائلاً إن الحديث عن مؤامرة خارجية ليس فقط وهمًا، بل محاولة ساذجة للهروب من الإجابة عن سؤال واحد بسيط: من المسؤول الحقيقي عن إدارة هذا الصرح؟ ومن الذي تركه ينهار دون أن يتحرك؟ ومن يحاسب هؤلاء الذين يتقاضون رواتب فلكية مقابل لا شيء؟

أجاب بأن كل من يحاول تغطية الكارثة بأوهام نظريات المؤامرة، هو شريك فيها، لأن التستر على الفشل جريمة لا تقل فداحة عن الفشل نفسه. وأكد أن السكوت على ما جرى في سنترال رمسيس هو اشتراك صريح في أكبر عملية خيانة إدارية علنية لا يليق السكوت عنها بعد اليوم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى