أخبار العالم

ضربات موجعة تفضح عجز إيران وتكشف انهيار منظومتها النووية بالكامل

اتهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتقصير الفاضح في أداء دورها المفترض في تأمين منشآتها النووية، بعدما تلقت إيران صفعة مدوية جديدة إثر استهداف مواقعها الحساسة واغتيال أبرز عقولها العلمية، في مشهد يعري هشاشة منظومتها الأمنية وينسف رواية السيادة النووية من جذورها.

أعلنت إيران وقف التعاون مع الوكالة، معتبرة أن ما جرى يُعد خرقًا سافرًا للصمت الدولي، ووصفت ما يحدث بأنه حملة استنزاف مفتوحة ضد مشروعها النووي الذي لم يعد يُخفي أنه في مهب الريح. رغم ذلك، أصرّت طهران على أن برنامجها النووي سيستمر “رغم الأضرار الجسيمة”، وهو اعتراف غير مباشر بحجم الكارثة التي لحقت به، وبتآكل بنية الردع التي طالما تغنّت بها.

كشف مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى الشهر الماضي أن تل أبيب نجحت خلال هجماتها في تصفية أكثر من 30 مسؤولاً أمنياً بارزاً و11 عالماً نووياً من النخبة الإيرانية، في عمليات وُصفت بأنها جراحية ومركّزة، لم تترك لإيران سوى العويل والإنكار. هذا الإعلان لم يكن مجرد استعراض، بل صفعة سياسية وعسكرية مدوية تكشف مدى تغلغل إسرائيل داخل العمق الإيراني وتعرّي نقاط ضعف طهران التي لطالما أدعت السيطرة المطلقة.

أكدت التطورات الأخيرة أن الخط الأحمر الذي كانت تتوهمه إيران قد جرى سحقه علنًا، وأن الردع الذي كانت تزعم امتلاكه تبخر أمام ضربات متقنة أصابت صميم مشروعها النووي. كل ما تسعى إليه الآن هو احتواء الفضيحة دبلوماسيًا، بعدما تبين أن يدها مرتعشة وعاجزة عن الرد المباشر، خوفًا من التورط في مواجهة أشمل قد تطيح بما تبقى من هيبتها.

زعم المسؤولون الإيرانيون أن التهديد لن يمر دون رد، لكن الوقائع على الأرض تشير إلى أن طهران تكتفي بالصراخ السياسي وتحميل المسؤولية للغير، بعدما فشلت في حماية علماءها الذين تحوّلوا إلى أهداف سهلة، تُصطاد الواحد تلو الآخر، بلا قدرة على ردع أو رد. تكرار عمليات الاغتيال وخرق العمق الأمني يشير إلى انهيار كامل لمنظومة الحماية المفترضة، في ظل اختراقات متصاعدة كشفت المستور وزلزلت أركان البرنامج الذي تروّج له طهران باعتباره شريان كرامتها واستقلالها.

استدركت طهران موقفها بتصريحات متشنجة عن مواصلة المشروع النووي رغم “الخسائر الفادحة”، غير أن هذا الإصرار لم يبدُ إلا استعراضًا شكليًا يهدف لرفع المعنويات، إذ أن ما جرى فعليًا كان انهيارًا واضحًا لمجموعة من أهم مفاصل القوة النووية في البلاد، التي فُتحت على مصراعيها أمام عمليات اختراق دقيقة ومؤلمة.

أشارت التقديرات غير الرسمية إلى أن الهجمات الأخيرة شكّلت أكبر انتكاسة للبرنامج النووي الإيراني منذ سنوات، ما يضع النظام أمام اختبار حرج يهدد بإشعال مواجهة عسكرية شاملة ما لم يتم تطويق الأزمة دبلوماسيًا بسرعة، وهو ما تسعى إليه طهران حاليًا، بعد أن سُحب البساط من تحتها وأُجبرت على التراجع تحت وابل من الضربات الموجعة.

بهذا تكون الرسالة قد وصلت بلا مواربة: لا ملاذ آمن لعلماء إيران، ولا حصانة لأي منشأة، ولا قدرة على الردع كما كانت تدعي. فقط هشاشة، وتآكل داخلي، وارتباك يزداد حدة مع كل عملية جديدة، فيما تقف الوكالة الدولية كمتفرج عاجز، أو ربما شاهد لم يعد يملك إلا الصمت.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى