محمد أبو العينين يمجّد برلمانًا غارقًا في الإنجازات الوهمية بلا حساب

أعلن وكيل مجلس النواب محمد أبو العينين، متباهياً بما وصفه بـ”رصيد ضخم من الإنجازات” حققه نواب البرلمان خلال الفصل التشريعي الحالي، متجاهلاً تمامًا ما يعانيه المواطن يوميًا من أزمات خانقة وواقع مأزوم.
أكد أبو العينين أن البرلمان أدى دوره التشريعي والدستوري على أكمل وجه، كأنما يعيش في بلد آخر لا يمت بصلة لما يدور في الشارع من غضب وتردٍّ في الخدمات وتفاقم الأزمات.
زعم أبو العينين أن التاريخ سيكتب ما أنجزه النواب “بأحرف من نور”، في مشهد لا يخلو من مفارقة صارخة، إذ يتزامن هذا التمجيد البرلماني مع انقطاع الكهرباء المتكرر، وارتفاع أسعار السلع إلى مستويات خرافية، وعجز الكثير من المواطنين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية، بينما يواصل البرلمان تمرير القوانين بمنأى عن نبض الناس الحقيقي.
أشار أبو العينين إلى أن النواب قد “أوفوا بالعهد”، متغافلًا عن قوانين أثارت الجدل الشعبي، ومشروعات قوانين طُرحت دون أي نقاش مجتمعي حقيقي، في وقت يشهد تراجعًا غير مسبوق في الثقة العامة بالمؤسسات التشريعية. وبينما يؤكد الرجل أن البرلمان ترك “بصمة مشرّفة”، يتساءل الشارع: من الذي استفاد من هذه البصمات؟ المواطن الذي غرق في الديون؟ أم رجال الأعمال الذين ازدهرت مصالحهم تحت قبة البرلمان؟
لفت أبو العينين إلى أن المرحلة الحالية تُعد واحدة من أهم مراحل العمل الوطني، وكأنه يتحدث عن حقبة مزدهرة لا تشهد أزمات البنزين، والطوابير أمام مكاتب التموين، وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية. وبدا كمن يصف قاعة البرلمان بأنها مصنع للإنجازات، بينما يرى المواطنون فيها منصة لصناعة الأزمات وصمّ الآذان عن أصواتهم.
استرسل في الإشادة بدور النواب، في وقت يتصاعد فيه الغضب الشعبي من تجاهل مطالب المواطنين، ومن تمرير قوانين كارثية تحت مسميات التنمية والإصلاح، دون أن يشعر المواطن بأي أثر إيجابي على أرض الواقع، سوى المزيد من الأعباء.
أوضح أبو العينين أن البرلمان قام بواجبه كاملًا، متناسيًا ما حملته جلساته الأخيرة من قرارات مثيرة للجدل، وحوارات خالية من أي مساءلة فعلية للحكومة، وكأن الغرض من هذه الدورة التشريعية لم يكن سوى تزيين المشهد السياسي بتصريحات منمّقة لا تعكس ما يحدث فعليًا.
أردف أن النواب أثبتوا جدارتهم، في حين تؤكد الوقائع أن عددًا كبيرًا من الجلسات البرلمانية لم تشهد سوى حضور رمزي، وسط غياب تام للحلول الجذرية لأزمات البلاد، مما جعل قبة البرلمان مكانًا لإلقاء الخطب لا أكثر، في مقابل صمت مطبق أمام الكوارث الاقتصادية المتصاعدة.
استدرك الرجل بأن البرلمان “عمل بكل جدية”، بينما يرى الناس أن فصولًا كاملة من التشريع مرت مرور الكرام، دون أي أثر ملموس على تحسين الأوضاع، مما يدفع للتساؤل عما إذا كانت هذه الجدية تخدم مصالح الناس فعلًا، أم أنها مجرد واجهة براقة تخفي وراءها حالة من الجمود السياسي والتشريعي.
بهذا، يبدو أن ما يعتبره وكيل البرلمان إنجازًا عظيمًا، يراه المواطن حلقة جديدة في مسلسل طويل من المبالغة السياسية والانفصال عن الواقع، حيث لا أثر فعليًا لأي “نور” يُكتب به التاريخ، سوى وهج أزمات تتصاعد يومًا بعد يوم، تحت عباءة شعارات براقة لا تسمن ولا تغني من جوع.