حوارات وتصريحات

وزير الاتصالات يزعم تحسن الإنترنت رغم احتراق سنترال رمسيس الكامل

أثار وزير الاتصالات عمرو طلعت جدلًا واسعًا بعدما أعلن بكل ثقة أن خدمة الإنترنت في مصر لم تتأثر بحريق سنترال رمسيس، بل وادّعى أن الأداء تحسّن بشكل ملحوظ أثناء اشتعال النيران وانهيار المبنى بالكامل.

صدم هذا التصريح المستخدمين وأثار موجة من الاستياء، خاصة أن مشهد احتراق واحد من أهم السنترالات في قلب القاهرة كان كفيلًا بهز ثقة الشارع في أي بنية تحتية رقمية يُفترض أنها مسؤولة عن إدارة اتصالات ملايين المواطنين.

أوضح طلعت أن الإنترنت استمر في العمل بكفاءة عالية، بل وارتفعت جودة الخدمة خلال الحريق، مستدلًا على ذلك بوجود “كثافة مناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي”، شارك فيها مئات الآلاف من المستخدمين في نفس التوقيت، وكأن التفاعل على السوشيال ميديا صار معيارًا رسميًا لقياس كفاءة الشبكات. تجاهل الوزير تمامًا القلق الشعبي، وبدلاً من طمأنة المواطنين بخطط بديلة أو حلول واقعية، لجأ إلى تعبيرات سطحية بدت منفصلة تمامًا عن الواقع الذي شاهده الجميع.

استرسل الوزير في تبريراته وكأن البنية التحتية الرقمية المصرية محصّنة ضد أي كوارث، رغم أن الصور المنتشرة أظهرت حجم الدمار الكامل للسنترال الذي يعد شريانًا رئيسيًا في منظومة الاتصالات. وبالرغم من أن الحريق استمر لساعات، وشاركت فيه عشرات سيارات الإطفاء، لم يبدُ أن هناك أي اعتراف رسمي بوجود خلل أو حتى مراجعة لكيفية تأمين هذه المنشآت الحيوية، وكأن مجرد استمرار التصفح على فيسبوك وتويتر كافٍ لنفي وجود أزمة.

أشار طلعت في معرض حديثه إلى أن خدمات الاتصالات مؤمّنة عبر مسارات متعددة، وأن النظام المصري لا يعتمد على نقطة مركزية واحدة. لكن هذا الحديث النظري لم يلقَ قبولًا واسعًا، خاصة في ظل ما يعانيه المستخدمون يوميًا من تقطع الخدمة وانخفاض السرعات وغياب الشفافية في تسعير الباقات وسرعتها الحقيقية. رأى كثيرون أن محاولة الوزير تحويل الكارثة إلى إنجاز تقني هو استخفاف واضح بعقول المصريين، وتغطية إعلامية مفضوحة على واقع متردٍّ لا يحتاج إلى برهان.

زعم الوزير أن حجم التفاعل على الإنترنت هو “الدليل العملي” على استمرارية الخدمة، متجاهلًا أن معظم المتصلين في تلك اللحظة كانوا يصرخون حرفيًا من بطء الشبكة أو انقطاعها التام في بعض المناطق. لم يذكر طلعت حجم الخسائر الفنية ولا المسارات البديلة التي تم تفعيلها، ولم يوضح كيف تم الحفاظ على استقرار الشبكة في ظل انهيار نقطة اتصال مركزية بهذا الحجم.

أعلن الوزير أن فريق الطوارئ نجح في احتواء الموقف بسرعة، لكن غابت عنه الإشارة إلى خطة مستقبلية تمنع تكرار مثل هذا السيناريو، أو توضيح أي خطوات إصلاح أو تطوير عاجلة. بدا التصريح وكأنه محاولة للتجميل لا للمواجهة، وللتمويه لا للمصارحة.

أنهى طلعت حديثه بإشادة مبطّنة بالأداء العام للشبكة خلال الحريق، في وقت ينتظر فيه الشارع المصري محاسبة المسؤولين عن ضعف تأمين منشآت الاتصالات، ومعرفة السبب الحقيقي وراء حريق سنترال بحجم رمسيس. لكن بدلاً من الإجابة، اكتفى الوزير بالتفاخر بأن “السوشيال شغالة كويس”، وكأن كارثة الحريق صارت مجرد فرصة للادعاء بالتفوق الرقمي، ولو على حساب الحقيقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى