النيابة العامة تأمر بحبس سائق توكتوك يذبح زميله في الشارع بسبب أولوية المرور
أمرت النيابة العامة بحبس سائق توكتوك أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بعدما وجهت له تهمة الشروع في القتل العمد باستخدام سلاح أبيض، وذلك عقب اعتدائه الوحشي على زميله في وضح النهار، نتيجة خلاف تافه على أولوية المرور بشوارع المنيرة الغربية، وسط ذهول المارة وعجزهم عن التدخل.
وشددت النيابة على ضرورة الإسراع في الانتهاء من التقارير الفنية الخاصة بحالة المصاب وأداة الجريمة، تمهيدًا لإحالته إلى محاكمة عاجلة.
أكدت التحقيقات أن الواقعة بدأت بمشادّة كلامية تافهة بين شابين يعملان على التوكتوك، سرعان ما تحولت إلى ساحة حرب دامية، بعدما استل أحدهما سلاحًا أبيض من طيات ملابسه، وطعن به الآخر دون رحمة أو تردد، مُسقطًا إياه غارقًا في دمائه في وسط الشارع، أمام أعين المارة الذين تجمهروا في حالة من الصدمة والذهول، بينما فر المعتدي من المكان محاولًا الاختباء.
أوضحت أجهزة الأمن أنها تلقت بلاغًا عاجلًا يفيد بسقوط شاب مضرجًا في دمائه إثر اعتداء عنيف، وعلى الفور تحركت قوة من قسم شرطة المنيرة الغربية إلى موقع الحادث. وبالفحص، تبين أن الشجار دار بين سائقين على أسبقية المرور، ليتحول الخلاف إلى جريمة مروّعة استخدم فيها الجاني سلاحًا أبيض، أصاب به الضحية إصابة مباشرة كادت تودي بحياته.
أشارت التحريات إلى أن المتهم لم يتردد لحظة في تنفيذ اعتدائه، بل كان مستعدًا بشكل يوحي بتعمده الإيذاء، إذ أخرج السلاح من جيبه فور اندلاع المشادّة، وانهال على زميله بالطعن، ما تسبب في إصابات بالغة استدعت نقله فورًا إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم، فيما لاذ الجاني بالفرار.
أعلنت الأجهزة الأمنية أنها كثّفت جهودها لتتبع المتهم الهارب، وتمكنت خلال ساعات قليلة من تحديد هويته ومكان اختبائه، حيث تم ضبطه واقتياده إلى قسم الشرطة وسط حراسة مشددة. وبمواجهته بالأدلة، اعترف بتفاصيل الواقعة كاملة دون محاولة للإنكار، مؤكدًا أن الخلاف على أولوية السير هو ما دفعه إلى التصرف بهذه الطريقة العنيفة.
نوهت مصادر التحقيق إلى أن المتهم بدا هادئًا وغير نادم أثناء استجوابه، وهو ما اعتبرته النيابة مؤشرًا على خطورته وإصراره على ارتكاب الجريمة، خاصة أن السلاح الأبيض كان بحوزته وجاهزًا للاستخدام، مما يعزز فرضية الإصرار والترصد.
استدرك المحققون أن الواقعة لا يمكن التعامل معها على أنها شجار عابر، بل تمثل خطرًا متزايدًا في ظل تفشي ظاهرة العنف العشوائي في الشوارع، خصوصًا بين سائقي التوكتوك، الذين باتوا يشكلون تهديدًا مباشرًا لأمن وسلامة المواطنين، بسبب غياب الرقابة والتنظيم، وسهولة حمل الأسلحة البيضاء.
أردف فريق التحقيق أن الضحية لا يزال تحت الرعاية الطبية المكثفة، نظرًا لخطورة الجرح الذي تعرض له، بينما تتواصل التحقيقات مع المتهم الذي سيُعرض قريبًا على الطب الشرعي لإثبات حالته النفسية والعقلية، قبل اتخاذ الخطوات النهائية في القضية.
هكذا تحوّلت شوارعنا إلى مسرح لجرائم فجّة تنفجر في لحظات، لأسباب واهية، دون أدنى وازع من قانون أو ضمير.
