جنود احتياط يهاجمون حكومة نتنياهو: الحرب تطيل لأهداف سياسية.. والأرواح بلا قيمة

شن خمسة من جنود الاحتياط الإسرائيليين هجومًا لاذعًا على حكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدين رفضهم الاستمرار في الخدمة العسكرية، واتهموها بإطالة أمد الحرب على قطاع غزة من أجل الحفاظ على بقائها السياسي، ولو على حساب الأرواح.
وأكد الجنود أن الحكومة “مستعدة للتضحية بالرهائن والمدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين، وحتى بمستقبل السلام”، مقابل تحقيق “أهدافها الدنيئة”، وفق شهادات نشرتها صحيفة “هآرتس” العبرية مساء الأربعاء.
شهادات من الميدان: رفض للقتل واستغلال الأرواح
رون فاينر (26 عامًا)، وهو طالب فلسفة واقتصاد بجامعة حيفا، قال إنه خدم كقائد فصيل مشاة لأكثر من 270 يومًا، بينها جولات في لبنان، لكنه رفض الالتحاق بالخدمة في الجولة الرابعة، بعدما تيقن أن “الحكومة تسعى لإطالة الحرب من أجل غزو غزة والبقاء السياسي”.
وأضاف:
“الحكومة مستعدة للتضحية بالرهائن، ومدنيي غزة، وجنود الجيش، وأي أمل في مستقبل سلمي، من أجل أهدافها الخاصة”.
مأساة غزة وتجاهل مصير الرهائن
منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة، شملت القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، بدعم أمريكي، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.
وقد أسفرت هذه الحرب عن أكثر من 195 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين.
وفي هذا السياق، يرى فاينر أن الحكومة تعمدت إفشال اتفاق تبادل الأسرى، قائلاً:
“انهار وقف إطلاق النار في مارس، وبات واضحًا أن الحكومة لا تمنح أولوية لعودة الرهائن”.
“الحرب بلا شرعية أخلاقية”.. أصوات نسوية تعارض
ميخال دويتش (30 عامًا)، من القدس، قالت:
“اليوم أرفض الخدمة في الجيش. الهدف من الحرب ليس استعادة الرهائن، بل بقاء الحكومة على حساب آلاف الأطفال في غزة”.
وأضافت أن الجندي الحقيقي يجب أن يتحلى بالرحمة، وليس مدفوعًا بالانتقام والكراهية، مؤكدة استمرار كفاحها من خارج الجيش.
ضباط يعترفون: نحن بيادق سياسية
يوتام فيلك (30 عامًا)، ضابط بسلاح المدرعات من تل أبيب، خدم أكثر من 270 يومًا في غزة، قبل أن يعلن رفضه استمرار الحرب، مؤكدًا أنها “تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والأمنية”.
وقال:
“أصبحت الحرب أداة سياسية بيد الحكومة، ونحن مجرد بيادق… فاخترت الانسحاب منها، بدافع من المسؤولية”.
دعوة علنية لإنهاء الحرب والمحاسبة
إيتمار شوارتز (22 عامًا)، قائد دبابة مُسرّح من القدس، قال:
“كان من الممكن إنهاء المذبحة وعودة الرهائن… لكن ما لم نتوقف ونتصالح مع الفلسطينيين، فإن أيام إسرائيل معدودة”.
وأكد ضرورة “طلب المغفرة من الشعب الفلسطيني” والتوجه نحو إعمار غزة والتعايش السلمي.
“صهيوني يساري” يرفض مشروع الحرب
دانيال راك-ياهالوم (32 عامًا)، من حيفا، قال إنه لطالما خدم في الضفة الغربية وشعر بالحرج، لكنه واصل ذلك باسم الديمقراطية الإسرائيلية.
لكنه أضاف:
“عندما أعلنت الحكومة العملية العسكرية الأخيرة، بات من الواضح أنها تلقي بالرهائن تحت الحافلة… وقررت رفض الخدمة، وقضيت خمسة أيام في السجن، وهو ثمن زهيد”.
صوت إسرائيلي داخلي متزايد يرفض الإبادة
تعكس هذه الشهادات تحولًا داخليًا واضحًا داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث يتصاعد الرفض للحرب على غزة، ويتزايد الضغط لإنهائها، وسط اتهامات صريحة بأن الحكومة تستغلها لأهداف سياسية.
وتبقى الكلمة الحاسمة للمجتمع الدولي، الذي يراقب تآكل الشرعية الأخلاقية والقانونية لاستمرار هذه الحرب.