أخبار العالم

قادة الاحتلال يتخبطون والمقاومة تكسر الجيش وتُغرقه بجثث جنوده

أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، بصوت مخنوق بالهزيمة، أن العدوان على غزة ألحق بإسرائيل خسائر فادحة يصعب تبريرها، بعدما سقط خمسة جنود إسرائيليين جثثًا هامدة في بيت حانون، إثر كمين مباغت نفذته المقاومة، رافعًا حصيلة القتلى العسكريين إلى 888 منذ بداية الحرب.

هذا الرقم وحده، كفيل بإشعال نيران الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد أن اتضح أن الرقابة العسكرية كانت تخفي الكثير من الأعداد الحقيقية، وتُسوّق صورة زائفة عن النصر.

أوضح زامير أن الجيش بات يقاتل في ظروف غير مسبوقة من التفكك النفسي والتراجع المعنوي، حيث صارت مفارز كاملة تتحرك تحت التهديد المباشر للمقاومة التي لم تُهزم، بل طوّرت أساليبها وعمّقت جراح الاحتلال على مدار واحد وعشرين شهرًا.

وبينما تصر القيادات السياسية على تسويق “مبادرات إنسانية” مثل نقل أكثر من 600 ألف فلسطيني إلى ما يسمى “مدينة إنسانية” في رفح تحت غطاء تهدئة مدتها 60 يومًا، فإن الجيش نفسه يعارض الخطة، معتبرًا إياها فخًا سياسيًا لا يغيّر شيئًا في الواقع الدموي.

أشار متابعون إلى أن حجم الجراح الإسرائيلية أكبر بكثير مما يتم تداوله، إذ بلغ عدد الجرحى العسكريين 5,696 مصابًا، بينما يعيش أكثر من 15,000 جندي صدمة نفسية وجسدية، وسط تقارير عن انهيارات عصبية جماعية داخل الوحدات المقاتلة، في الوقت الذي تم توثيق معاناة 5,942 أسرة فقدت أبناءها. خلف الأرقام دماء، ووراء الجثث عجز صارخ عن تحقيق أي هدف استراتيجي حقيقي، سوى توسيع المقابر.

أعلن زامير صراحة أن المقاومة الفلسطينية تُدير المعركة بإحكام، وتُباغت قواته بكمائن نوعية، ما يجعل الجيش في وضع دفاعي دائم، حتى داخل مناطق يفترض أنه “طهّرها”.

في المقابل، كشف القصف الجوي الأخير على مناطق مثل خان يونس والنصيرات الوجه الحقيقي للعدوان، بعدما أسفر عن مقتل 51 مدنيًا، بينهم أطفال، ودمّر منشآت صحية باتت عاجزة عن استقبال جثث جديدة. هذه ليست حربًا، بل مذبحة متواصلة لا تُبقي ولا تذر.

نوهت مصادر موثوقة بأن عدد القتلى الفلسطينيين وصل إلى أكثر من 59,600 حتى بداية يوليو، بينهم نحو 31% من الأطفال، وقرابة 80% من المدنيين، وسط تدمير شامل للبنية التحتية، وانقطاع المياه، وانهيار النظام الصحي، في مشهد أقرب إلى الإبادة المنظمة، بينما تواصل الحكومة الإسرائيلية سياسة الإنكار ودفن الرأس في الرمال.

لفت مراقبون إلى أن مشهد الجنود الإسرائيليين وهم يُنتشلون قتلى من بين أنقاض مركباتهم المحترقة بات مشهدًا يوميًا، لا يتغير سوى بعدد الجثث وتضارب التصريحات.

يتحدث زامير عن إنجازات، بينما يكشف الميدان عن انكسارات، وتهرب الحكومة من الإجابة عن السؤال الأكبر: لماذا يُقتَل هذا العدد الهائل من الجنود دون جدوى؟ وأين هو الانتصار الذي بُنيت عليه هذه الحرب؟

استدرك محللون أن الهروب للأمام عبر صفقات تبادل أو وقف إطلاق نار مؤقت لا يُنهي شيئًا، بل يعكس حجم المأزق الذي دخلته إسرائيل، بعدما وجدت نفسها تُفاوض من موقع الانهيار، لا من موقع القوة.

المقاومة اليوم تُحدد الشروط، وتحسم متى وأين وكيف تدور المعركة، بينما تكتفي حكومة الاحتلال بمراقبة التوابيت تتكدس، وأصوات الاحتجاج تتصاعد، والأسئلة المحرجة تنفجر في وجهها دون إجابة.

بصوتٍ مرتجف، يحاول رئيس الأركان إنقاذ صورة مهزومة، بينما الواقع على الأرض يقول إن الاحتلال يتآكل من الداخل، وإن غزة، رغم القصف والحصار والمجازر، لا تزال تنبض بالمقاومة، وتُكمل معركتها دون أن تنحني.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى