كارثة بحرية كاملة أمام أعين العالم وطاقم السفينة اليونانية يواجه الموت وحيدًا باليمن

أشعلت الهجمات الحوثية الأخيرة فضيحة جديدة في عرض البحر بعدما استهدفت السفينة اليونانية “إترنيتي سي” قبالة السواحل اليمنية، في مشهد مرعب لا يمكن تجاهله.
أكدت الوقائع أن السفينة، التي كانت تقل طاقمًا مكونًا من 22 فردًا، بينهم 21 فلبينيًا وروسي واحد، تحولت إلى هدف حي للهجمات المباشرة باستخدام قوارب مسيّرة وصواريخ أُطلقت من زوارق سريعة مأهولة.
أوضحت المعلومات المتطابقة أن الهجوم لم يكن مجرد عملية قرصنة عابرة، بل كان تنفيذًا دقيقًا وخطيرًا لعملية حربية موجهة ضد سفينة مدنية في عرض البحر، وهو ما وضع حياة الطاقم بأكمله في مهبّ العدم.
أشارت التقارير إلى أن السفينة لم تصمد طويلًا تحت القصف العنيف، حيث أصيبت مباشرة وغرقت في قاع البحر، تاركة خلفها مشهدًا مروّعًا ومصيرًا مجهولًا لبقية أفراد الطاقم الذين لم يتم إنقاذهم بعد.
أعلن شهود أن خمسة فقط من الطاقم تم إنقاذهم من المياه بعد الكارثة، بينما بقي مصير السبعة عشر الآخرين معلقًا بين الموت والاختفاء، في انتظار معجزة لا يملكها أحد.
استكملت مصادر متابعة أن شركات أمن بحري تحركت متأخرة لإطلاق مهمة إنقاذ عاجلة تهدف لإجلاء من تبقى من الطاقم المنكوب، وسط ظروف بحرية وأمنية معقدة للغاية، حيث وقع الحادث يوم الإثنين، بينما لم يبدأ التحرك الفعلي إلا بعد يومين، الأربعاء، وهو تأخير قاتل بكل المقاييس.
لفت مراقبون إلى أن هذا الهجوم لم يكن الأول في يومه، بل تزامن مع هجوم آخر شنه الحوثيون في نفس اليوم، وهو ما يفضح تصعيدًا مبيتًا بعد فترة من الهدوء النسبي الذي استمر عدة أشهر، وكأن الأمور خُطط لها بعناية وتم تنفيذها دون أن يردعها أحد.
زعم محللون أن عدم وجود ردع دولي فعّال أغرى المهاجمين بارتكاب المزيد من الاعتداءات، لتتحول المياه الإقليمية إلى ساحة حرب مفتوحة، حيث يمكن استهداف سفن مدنية وطاقم بريء دون أي محاسبة أو ردع فوري.
نوهت الوقائع بأن السفينة “إترنيتي سي” لم تكن تحمل سلاحًا، ولم تكن في مهمة عسكرية، بل كانت تبحر في خط ملاحي معروف، وهو ما يزيد من فداحة الجريمة التي ارتُكبت بحقها، ويوضح أن كل من في البحر اليوم يمكن أن يكون الهدف التالي.
استدرك مراقبون أن الحادثة تكشف عن اختلال مروع في منظومة الأمن البحري الدولية، وتطرح علامات استفهام ضخمة حول قدرة العالم على حماية ممرات الملاحة الأساسية من التهديدات المتكررة، وسط تجاهل سياسي وصمت قاتل.
أردف متابعون أن هذا النوع من الهجمات لم يعد مجرد استثناء نادر، بل تحول إلى واقع متكرر، في ظل صمت دولي لا يبرر، وتقاعس يترك الطواقم تواجه الموت وحدها، دون حماية أو إنقاذ فعال.
تُطرح الآن أسئلة محرجة حول مصير بقية أفراد طاقم “إترنيتي سي”، وعن الجهات المسؤولة عن تأخير الاستجابة، والتخاذل الذي سمح لهذه المأساة أن تحدث بهذا الشكل الكارثي.
بهذا الهجوم، تحوّل البحر إلى فخ قاتل، لا تفرّق فيه القذائف بين مدني ومحارب، ولا تترك فرصة للنجاة إلا لمن أسعفته الصدفة أو الغريزة، في وقت يقف فيه العالم متفرجًا على الموت وهو يتجول بين الأمواج دون رادع أو حساب.