خريطة “إعادة التموضع” الإسرائيلية تكشف نوايا تهجير جماعي في غزة وتُبقي على احتلال رفح بالكامل

كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات غير المباشرة الجارية في العاصمة القطرية، أن الوفد الإسرائيلي قدم خريطة لإعادة التموضع في قطاع غزة، تُبقي على السيطرة الكاملة على مدينة رفح جنوبي القطاع، وتُمهد لفرض واقع تهجيري عبر جعل رفح مركزًا لتجميع النازحين تمهيدًا لترحيلهم إلى مصر أو عبر البحر.
وتُظهر الخريطة أن إسرائيل تسعى لاقتطاع ما يقرب من 40% من مساحة قطاع غزة، تشمل مناطق واسعة من بيت حانون، بيت لاهيا، أم النصر، وخزاعة، بالإضافة إلى امتدادات في مناطق التفاح والزيتون والشجاعية، وصولًا إلى مشارف شارع صلاح الدين في دير البلح والقرارة.
وأشارت المصادر إلى أن نحو 700 ألف فلسطيني سيُمنعون من العودة إلى منازلهم بموجب هذا المخطط، مما سيؤدي إلى تفاقم أزمة النزوح الداخلي ودفعهم نحو مخيمات رفح المكتظة.
في المقابل، أفادت تقارير إعلامية عبرية بأن الخلاف الرئيسي في المفاوضات الحالية يتمحور حول مدى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي التي تسيطر عليها قوات الاحتلال في القطاع، مشيرة إلى موافقة مبدئية على الانسحاب من محور موراغ الفاصل بين رفح وخان يونس، مع الإصرار على إبقاء السيطرة العسكرية شمال طريق فيلادلفيا.
وتسعى إسرائيل، ضمن هذه الخطة، إلى إنشاء “مدينة إنسانية” من الخيام على أنقاض رفح، يُنقل إليها ما لا يقل عن 600 ألف فلسطيني بعد فحوص أمنية مشددة، على ألا يُسمح لهم لاحقًا بالمغادرة، مما يُعد تمهيدًا لمخطط تهجير قسري موسع.
وكانت حركة المقاومة الفلسطينية قد طالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان يتمركز بها قبل استئناف العدوان في 18 مارس/آذار الماضي، بينما تواصل إسرائيل المطالبة بإنشاء منطقة عازلة يتراوح عرضها بين مئات الأمتار إلى كيلومترين على طول حدود غزة.
تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات بين الجانبين، بوساطة من مصر وقطر والولايات المتحدة، مستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا، وتمخضت عن اتفاقين جزئيين لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه اتهامات بالتهرب من استكمال الاتفاقات بهدف إطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية داخلية.
وما تزال المفاوضات جارية وسط ضغوط متزايدة دولية لوقف الحرب التي خلفت منذ 7 أكتوبر 2023، أكثر من 195 ألف قتيل وجريح في صفوف الفلسطينيين، وأزمات إنسانية كارثية شملت المجاعة، النزوح القسري، والدمار الواسع.