حوارات وتصريحات

السفير عبدالله الأشعل لـ “أخبار الغد”: ترامب لا يستحق جائزة نوبل للسلام ، ويجب الإفراج عن المعتقلين في مصر

في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها المنطقة، والجدل المتصاعد حول ملفات السلام، والعلاقات الإقليمية، وحقوق الإنسان،

يفتح موقع أخبار الغد نافذة للحوار مع أحد أبرز الدبلوماسيين المصريين، معالي السفير عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، للوقوف على رؤيته تجاه عدد من القضايا الشائكة،

في مقدمتها الجدل حول استحقاق دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، وطبيعة العلاقات المصرية-الإسرائيلية، ومستقبل الجهود الدبلوماسية المصرية في القضية الفلسطينية، فضلًا عن ملف المعتقلين السياسيين.


حوار خاص يتسم بالصراحة والوضوح، ويطرح مقاربات سياسية تستحق النقاش.

1.⁠ ⁠ما موقفكم من الحديث عن منح جائزة نوبل للسلام للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؟


إن جائزة نوبل للسلام يجب أن تُمنح بناءً على إسهامات حقيقية ومستدامة في ترسيخ السلام الدولي. سياسات إدارة ترامب أثارت جدلًا واسعًا، ولم تُسفر عن نتائج ملموسة في إنهاء النزاعات أو الحد من سباقات التسلح. ومن ثم، فإن رفض منحه الجائزة ليس موقفًا شخصيًا، بل دفاع عن جوهر الجائزة، التي لا تُمنح بالتصريحات، وإنما بالأفعال والنتائج.

2.⁠ ⁠كيف ترون طبيعة العلاقة بين مصر وإسرائيل في المرحلة الحالية؟


العلاقة بين مصر وإسرائيل تظل علاقة معقدة، تحكمها اعتبارات إقليمية ودولية متشابكة. نحن ندعم أي مسار يحقق الأمن والاستقرار للشعب المصري، لكننا نؤكد في الوقت نفسه أن أي تعاون لا يجب أن يكون على حساب الحقوق الفلسطينية أو تصفية القضية الفلسطينية.

3.⁠ ⁠كيف تقيّمون مؤتمر السلام الذي عُقد في شرم الشيخ؟


مؤتمر شرم الشيخ مثّل فرصة مهمة للحوار، لكنه لم يُحقق نتائج ملموسة على الأرض، بسبب الخلافات الجوهرية بين الأطراف، وغياب الضمانات الدولية الملزمة. ما نحتاجه هو آليات تنفيذ واضحة، وضمانات حقيقية من المجتمع الدولي تضمن الالتزام بما يتم الاتفاق عليه.

4.⁠ ⁠ما أبرز التحديات التي تواجه الجهود الدبلوماسية المصرية في الملف الفلسطيني؟


تتمثل التحديات الرئيسية في استمرار الاستيطان الإسرائيلي، والانقسام الفلسطيني الداخلي، إلى جانب تقلب المواقف والضغوط الدولية. ورغم ذلك، تواصل مصر دورها في دعم المصالحة الفلسطينية، وتعزيز مسارات الحوار، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.

5.⁠ ⁠كيف تقيّمون المطالبات بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في مصر؟


الإفراج عن المعتقلين السياسيين يُعد خطوة ضرورية لتعزيز حقوق الإنسان، وتحسين صورة مصر على الساحة الدولية. نطالب بإطلاق سراح كل من لم تثبت إدانتهم في قضايا جنائية حقيقية، مع التأكيد على احترام القانون وسيادته.

6.⁠ ⁠ما دور مصر في إعادة رسم خريطة النفوذ في الشرق الأوسط؟


مصر تُمثل عنصر توازن واستقرار في المنطقة، وتسعى إلى إعادة بناء علاقاتها الإقليمية، بما في ذلك التواصل مع سوريا وتركيا، عبر الحوار الدبلوماسي. نحن نؤمن بأن الاحترام المتبادل والتواصل المباشر هما الطريق الأمثل لتحقيق الأمن الإقليمي.

7.⁠ ⁠هل ترون فرصًا حقيقية لإعادة تعريف العلاقات المصرية-الإسرائيلية؟


إعادة تعريف هذه العلاقات مرهونة بالتزام إسرائيلي واضح بوقف الاستيطان، واحترام الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. في حال تحقق ذلك، يمكن الحديث عن مسار إيجابي، أما في غياب هذه الشروط، فستظل عوامل التوتر والتصعيد قائمة.

8.⁠ ⁠ما رسالتكم إلى الشارع المصري؟


ندعو المواطنين إلى اليقظة والمشاركة الواعية في القضايا الوطنية، مع التأكيد على أن السياسة الخارجية يجب أن تُدار بما يخدم مصالح الوطن، ويعزز مكانة مصر كدولة تدافع عن الحق والعدالة.

في ختام هذا الحوار الخاص مع أخبار الغد، قدّم السفير عبد الله الأشعل قراءة سياسية هادئة لكنها واضحة المعالم،

أكد خلالها أن السلام لا يُقاس بالشعارات، وإنما بالنتائج، وأن استقرار المنطقة يظل مرهونًا باحترام الحقوق والعدالة، وعلى رأسها الحقوق الفلسطينية، إلى جانب أهمية معالجة الملفات الداخلية بما يعزز صورة الدولة ويخدم مصالحها الاستراتيجية.


حوار يفتح أبوابًا للتفكير، ويعيد طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل السياسة الخارجية المصرية ودورها الإقليمي في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى