شبكة مصالح خفية تهدد حياد OpenAI وشكوى للضرائب الأمريكية

أوضح تقرير رقابي نُشر أمس أن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، يُتهم بترتيب هيكلة مالية معقدة داخل الكيان غير الربحي الذي يرأسه، تفتح له الطريق للحصول على حصة مالية تُقدَّر بمليارات الدولارات، في مخالفة واضحة لقوانين الضرائب الأمريكية المنظمة للكيانات المعفاة من الضرائب.
اتهم مشروع “ميداس” الرقابي ألتمان بالجلوس على جانبي الطاولة، حيث يجمع بين منصب المدير التنفيذي لكيان OpenAI الربحي ومقعد في مجلس إدارة الكيان غير الربحي التابع لها، ما يخلق تضارب مصالح صارخ يسمح له بترتيب صفقات تصب في مصلحته الشخصية، بينما تُجهض أهداف المؤسسة غير الربحية في خدمة الصالح العام.
أشار التقرير إلى أن ألتمان مرشح للحصول على حصة ملكية ضخمة داخل الهيكل المعاد تشكيله لشركة OpenAI، والذي تقدر قيمته السوقية حاليًا بـ300 مليار دولار، وهو ما يعني أن قيمة تلك الحصة ستبلغ عدة مليارات من الدولارات. وأكدت الشكوى أن شبكة الاستثمارات المعقدة التي يملكها ألتمان تربط مصالحه المالية الخاصة بقرارات تصدر عن مجلس الإدارة غير الربحي نفسه.
أعلن مشروع “ميداس” أن تلك الشبكة تمثل خرقًا صريحًا للبند 501(c)(3) من قانون الضرائب الفيدرالي الأمريكي، الذي يمنع الكيانات غير الربحية من خدمة المصالح الخاصة، وهو ما يبدو أن OpenAI تنتهكه حاليًا عبر هذه الممارسات.
استعرض التقرير علاقات أخرى مثيرة للجدل داخل مجلس إدارة OpenAI، حيث يرأس بريت تايلور المجلس رغم كونه المؤسس المشارك لشركة Sierra AI التي تعيد بيع نماذج OpenAI للعملاء من المؤسسات، فيما يشغل آدم دانجيلو، عضو آخر في المجلس، منصب المدير التنفيذي لشركة Quora، وهي أيضًا عميل مباشر لشركة OpenAI. وأورد التقرير كذلك أن شركة Global Infrastructure Partners التابعة للعضو أديبايو أوجونليسي تملك مراكز بيانات من المتوقع أن تجني أرباحًا ضخمة من ازدياد الطلب على بنية الذكاء الاصطناعي التحتية بسبب توسع OpenAI.
أفاد التقرير بأن ألتمان يمتلك استثمارات شخصية في شركات تربطها علاقات مباشرة بمؤسسة OpenAI، مثل Reddit، وشركة Stripe لمعالجة المدفوعات، وشركة Retro Biosciences، وشركة Rain AI المتخصصة في صناعة الشرائح الإلكترونية، ما يزيد من عمق التشابك المالي ويقوض أي ادعاء بالحياد المؤسسي.
نبه التقرير إلى أن مؤسسة OpenAI قامت بمنح اعتمادات استخدام (API credits) في إطار ما وصفه بـ”المنح غير الربحية المُقنّعة”، حيث لم تكن هذه الاعتمادات قابلة للاستخدام إلا من خلال خدمات الشركة الربحية، بما في ذلك برنامج NextGenAI الذي تبلغ ميزانيته 50 مليون دولار، والذي يمول المؤسسات الأكاديمية والمستشفيات بشرط استخدام أدوات OpenAI.
أكدت الشكوى أن عملية إعادة الهيكلة الجارية تهدد بتقويض قدرة المجلس غير الربحي على توجيه الكيان الربحي، وهو ما يُضعف الحوكمة ويعزز النفوذ الفردي للألتمان والمستثمرين الكبار، مثل SoftBank وThrive Capital، الذين يتم الآن إرضاؤهم عبر تحويل الذراع الربحية للشركة إلى كيان يسمى Public-Benefit Corporation، يسمح بحيازة الأسهم لموظفين محددين، وعلى رأسهم ألتمان.
نوه التقرير إلى أن ألتمان يحاول التهرب من الانتقادات، زاعمًا أنه لا يمتلك حصة مباشرة في الشركة، وهو ما نفته الشكوى التي استعرضت خططًا مبيّتة لمنحه حصة مليارية مستقبلية. وكانت الشركة قد صرحت سابقًا أنه لم يُتخذ قرار نهائي بشأن من سيحصل على الملكية في إعادة الهيكلة، لكن الشكوى تؤكد أن ذلك يتعارض مع مصالح المؤسسة غير الربحية.
كشف التقرير أيضًا أن ألتمان يواجه دعوى قضائية فيدرالية مرفوعة من إيلون ماسك، شريكه السابق في تأسيس OpenAI، والذي يتهمه فيها بالتخلي عن الرسالة الأصلية للمؤسسة وتحويلها إلى مشروع ربحي بحت.
استدرك التقرير بأن التوقيت السياسي الذي يمر به ألتمان يزيد من حساسية القضية، خاصة مع مشاركته في صياغة السياسات المقترحة لتنظيم الذكاء الاصطناعي، ومحاولاته التقرب من دوائر الرئيس ترامب رغم تاريخه الداعم للديمقراطيين، إذ تبرع بمبلغ مليون دولار لحفل تنصيب ترامب، وظهر في البيت الأبيض في يناير الماضي، داعمًا لمشروع Stargate الضخم الذي تبلغ ميزانيته 500 مليار دولار لبناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
اختتم التقرير بالتحذير من أن المجتمع الدولي قد يصحو متأخرًا إذا لم يتم تدارك هذا الانحراف الآن، مشيرًا إلى أن OpenAI تسير بسرعة غير مسبوقة نحو قرارات مصيرية تُتخذ لمصلحة المستثمرين، بعيدًا عن أي شفافية أو محاسبة عامة.