حوارات وتصريحات

عمار علي حسن: صراع النفوذ يتوحش ومصر تُختطف بالكامل لصالح سلطة فوق المحاسبة

أكد عمار علي حسن أن مصر اليوم تسير على طريق بالغ الخطورة، تتصدره سلطة لا تكتفي بما يكفيها من تحكم، بل تُصرّ على سحق كل صوت معارض، واحتكار كل أشكال النفوذ، حتى لو كان ذلك على حساب استقرار الدولة ومصير ملايين المواطنين.

أشار إلى أن ما يحدث داخل أروقة البرلمان لم يعد خافيًا على أحد، إذ بات واضحًا أن الأغلبية الكاسحة لم تعد أداة لتسيير الأمور، بل أصبحت وسيلة لتمرير ما تشتهيه السلطة بلا اعتراض، بعد أن كانت الأغلبية أيام مبارك تزيد قليلًا عن الثلثين، بينما اليوم تُفرض فرضًا قاهرًا بقبضة أمنية مغلقة.

لفت إلى أن البرلمان والصحافة صارا بلا أنياب، مجرد واجهات مفرغة من الدور، بينما تُدار البلاد فعليًا من خلف ستار ثقيل.

أعلن أن دعوات إلغاء مجلس الشيوخ لا تُقابل بأي اهتمام حقيقي، لأن وجوده من عدمه لم يعد فارقًا في ميزان قوة فقدَ توازنه بالكامل.

أوضح أن المشكلة لا تتعلق بمرحلة زمنية معينة، فسواء قبل الثورة أو بعدها، وأثناء حكم الإخوان وبعده، لم تتوقف الكوارث عن التصاعد، بل تعمقت الأزمة حتى صارت مستنقعًا لا قاع له، رغم مرور أكثر من عقد على وعود الخلاص.

استدرك أن الابتزاز أصبح أداة ممنهجة تُستخدم ضد المصريين، خطاب التخويف من الفوضى يُعاد ويُكرر ليلًا ونهارًا، رغم أن تأثيره بات باهتًا ومنزوع الفاعلية مع مرور الوقت.

قال إن هذا الخطاب لم يعد يُقنع أحدًا، بل بات يُستخدم كعصا تهديد في يد سلطة تخشى أن تسمع صوتًا مخالفًا، حتى لو كان من داخل الدولة نفسها.

أردف أن ما ينتظرنا في العام المقبل قد يكون أكثر قتامة، محذرًا من أن ذكرى 30 يونيو 2025 قد لا تُعاد، وأن القادم قد يحمل سيناريوهات أشد قسوة، وربما تنتهي الأمور بنقل الأصوات الحرة إلى خلف أسوار ليمان طرة أو سجن القناطر، على حد وصفه.

أشار إلى أن رفضه لأي تدخل خارجي لا ينبع من ولاء للنظام القائم، بل من قناعة أن التغيير الحقيقي لا يأتي من الخارج، لأن الرهان على السعودية أو غيرها لتعديل الأوضاع لم ولن يجلب إلا مزيدًا من الإذلال.

أعلن أن علاقات مصر الخارجية تم رهنها بالكامل لصالح مشروعات تخدم السلطة وحدها، بينما تُترك مصالح الشعب الحقيقيّة معلقة ومهملة، بل وبدأت السلطة في الاستيلاء على ممتلكات المواطنين بلا أي ضوابط.

اتهم الإعلام بأنه أداة تحريض بيد الأجهزة الأمنية، يهاجم من يُطلب منه الهجوم عليه، ويمتدح من تُطلب منه مدحه، بلا أي استقلال حقيقي أو نزاهة مهنية، مؤكدًا أن هذا التحول لم يعد سرًا، بل صار سلوكًا معلنًا يشاهده الجميع على الهواء مباشرة.

أعرب عن رعبه الكامل من مشهد إدارة أزمة حريق رمسيس، مؤكدًا أن فشل التعامل مع الكارثة كشف عجزًا مرعبًا، في وقت كان ينبغي أن نرى فيه القوات المسلحة حاضرة بحجمها وإمكاناتها، لا مختفية كأن لا علاقة لها بالأمر.

زعم أن أداء المسؤولين بات مثيرًا للشفقة، فهم يعيشون في حالة تبلد تام، لا يرون الناس ولا يسمعون صرخاتهم، وكأن السلطة صارت حاجزًا بينهم وبين الواقع.

نفى أن يكون هناك أمل في تحسن قريب طالما بقيت الإدارة على هذا النهج، مؤكدًا أن الاستعلاء أصبح سمة يومية، والقرارات تُتخذ من فوق، دون أدنى اعتبار للناس أو للدستور أو حتى لمجرد الحس السياسي.

استرسل في وصف حالة الانهيار العام، مشددًا على أن ما يجري ليس فقط فسادًا إداريًا، بل خيانة فعلية لمفهوم الدولة، التي تُختطف الآن أمام أعيننا لتُدار كأنها شركة خاصة، هدفها الأوحد ضمان البقاء لمن يعتلي كرسي السلطة، لا بقاء الدولة ذاتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى