حقوق وحرياتملفات وتقارير

مقتل 800 فلسطيني خلال محاولات الحصول على مساعدات غذائية في غزة

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن ما لا يقل عن 798 فلسطينيًا قُتلوا في قطاع غزة أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية، منذ نهاية مايو الماضي، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

ووفقًا للمتحدثة باسم المفوضية، رافينا شمداساني، فإن 615 شخصًا من بين القتلى سقطوا في محيط مواقع تابعة لـ”مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، فيما لقي 183 آخرون حتفهم أثناء تواجدهم على طرق قوافل الإغاثة.

وتأتي هذه الأرقام في وقتٍ تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من خطر المجاعة الوشيكة في القطاع، بعد مرور أكثر من 21 شهرًا على الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس.

اتهامات للجهات المنظمة وتبادل للاتهامات

في السياق ذاته، أثارت مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) – وهي مبادرة إسرائيلية بديلة عن النظام الأممي للإغاثة – انتقادات حقوقية واسعة النطاق، إذ اتهمتها منظمات إنسانية بانتهاك مبدأ الحياد الإنساني، بل واعتبرها البعض “متواطئة في جرائم حرب محتملة”.

وأفادت تقارير بأن هذه المؤسسة تستخدم عناصر أمنية أميركية للإشراف على أربع مناطق توزيع رئيسية، بدلًا من 400 نقطة كانت تُدار سابقًا من قبل الأمم المتحدة، ما زاد من صعوبة الوصول الآمن للمساعدات.

ونفت المؤسسة في بيان لها هذه المزاعم، ووصفت أرقام الأمم المتحدة بأنها “مضللة وغير دقيقة”، قائلة: “الضحايا في الغالب سقطوا قرب قوافل أممية، وليس في مواقعنا.”

استمرار العنف واستهداف منشآت مدنية

وفي تطور ميداني جديد، أعلنت فرق الدفاع المدني في غزة عن مقتل سبعة مدنيين، بينهم خمسة في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة “حليمة السعدية” التي تؤوي نازحين في منطقة جباليا شمال القطاع، إضافة إلى قتيل وعدة جرحى في قصف منفصل طال مدينة غزة، ومصابين قرب نقطة توزيع مساعدات في مخيم النصيرات بوسط القطاع.

أزمة وقود خانقة

وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن دخول 75 ألف لتر من الوقود إلى غزة يوم الأربعاء يمثل أول شحنة وقود أممية منذ أكثر من 130 يومًا، مؤكدًا أن الكمية لا تغطي سوى جزء ضئيل من احتياجات القطاع اليومية. وأضاف: “الخدمات ستتوقف تمامًا إذا لم تدخل كميات أكبر على الفور.”

موقف أوروبي متشدد

في بروكسل، كشفت مصادر دبلوماسية أوروبية عن أن الاتحاد الأوروبي يبحث فرض عقوبات محتملة على إسرائيل، بعد رصد “مؤشرات” على انتهاكات لحقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية. ومن بين الخيارات المطروحة، تعليق اتفاقية الشراكة الأوروبية–الإسرائيلية، وتقييد السفر، وإنهاء مشاركة إسرائيل في برامج البحث والتعليم الأوروبية.

وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن إسرائيل وافقت مبدئيًا على تنفيذ إجراءات إنسانية جديدة، تشمل زيادة عدد شاحنات الإغاثة وفتح معابر جديدة، على أن يتم ضمان عدم تسرب المساعدات إلى جماعات مسلحة.

تطورات إقليمية

من جهة أخرى، كشفت صور أقمار صناعية عن هجوم إيراني استهدف قاعدة جوية أمريكية في قطر، حيث يبدو أن الهجوم طال قبة جيوديسية تحتوي على معدات اتصالات حساسة. ولم تصدر واشنطن أو الدوحة تعليقات رسمية حتى اللحظة.

وفي بيروت، نفى الرئيس اللبناني جوزيف عون وجود أي نية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، مؤكدًا تمسكه بحق لبنان في الأراضي التي لا تزال محتلة جنوبي البلاد.

ردود فعل على العقوبات الأمريكية

وفي رد على العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الأممية الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية، وصفت حركة حماس القرار بـ”الانحياز الفج للاحتلال”، داعية واشنطن إلى التراجع عنه. وردّت ألبانيزي على العقوبات بقولها في منشور على منصة “إكس”: “معاقبة من يتحدث نيابة عن الضعفاء لا يدل على قوة، بل على شعور بالذنب.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى