المحكمة الأوروبية: روسيا مسؤولة عن إسقاط MH17 وجرائم حرب في أوكرانيا

في حكم تاريخي، قضت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، يوم الأربعاء، بمسؤولية روسيا عن إسقاط طائرة الركاب الماليزية MH17 فوق شرق أوكرانيا عام 2014، معتبرة أن موسكو ارتكبت “انتهاكات جسيمة ومنهجية” لحقوق الإنسان في الأراضي الأوكرانية التي شهدت نزاعًا مسلحًا منذ ذلك العام.
جاء الحكم بالإجماع، حيث أكدت المحكمة أن الحكومة الروسية متورطة بشكل مباشر في إسقاط الطائرة، التي راح ضحيتها 298 شخصًا، معظمهم من الهولنديين، بعدما أُسقطت بصاروخ أُطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا.
وأضافت المحكمة أن انتهاكات روسيا لم تقتصر على هذا الحد، بل شملت أيضًا عمليات إعدام ميدانية، وهجمات عسكرية عشوائية ضد المدنيين، وممارسة التعذيب، بما في ذلك استخدام الاغتصاب كسلاح حرب. كما أدانت المحكمة نقل أطفال أوكرانيين قسرًا إلى الأراضي الروسية، معتبرة ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وتطرّق الحكم كذلك إلى قمع الحريات داخل المناطق المتأثرة، بما في ذلك اضطهاد الصحفيين واستهداف الجماعات الدينية. وأشارت المحكمة إلى أن تلك الممارسات تعكس “نمطًا ممنهجًا” من القمع والتجاوزات ترعاه الدولة الروسية منذ بداية النزاع في شرق أوكرانيا.
هذا القرار يمهد الطريق أمام مساءلات قانونية أوسع، ويعزز جهود المجتمع الدولي الرامية إلى تحميل موسكو تبعات أفعالها في أوكرانيا، خاصة في ظل استمرار الصراع وتصاعد وتيرة الانتهاكات.