تكنولوجيا وذكاء صناعي

انهيار سنترال رمسيس يفضح عجز منظومة الاتصالات وفشل البنية الأساسية

أكد رئيس القطاع التفاعلي بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، محمد إبراهيم، أن 70% فقط من خدمات الإنترنت المنزلي استمرت في العمل أثناء الكارثة التي وقعت داخل سنترال رمسيس، في اعتراف صريح يفضح ما حاولت الجهات المعنية التستر عليه، ويكشف أن نحو ثلث سكان العاصمة تُركوا فجأة بلا إنترنت، وسط حالة شلل تام، دون سابق إنذار أو تفسير.

أوضح متابعون أن الحريق الذي اجتاح السنترال لم يكن مجرد حادث عرضي، بل صفعة قوية على وجه منظومة الاتصالات المهترئة، التي تدار بعشوائية قاتلة، حيث تسبب اندلاع النيران في شل حركة الاتصال في واحدة من أكثر المناطق حيوية في البلاد، في مشهد لا يليق بدولة تتحدث عن التحول الرقمي وتغني بإنجازات التكنولوجيا.

أشار شهود عيان إلى أن النيران امتدت بسرعة مخيفة، وسط غياب تام لأي منظومة أمان أو صمامات حماية، ما أدى إلى انقطاع الخدمات عن آلاف المستخدمين في لحظات، بينما ظلت الشركات المزودة للإنترنت تتعامل مع الموقف ببرود فاضح وصمت مطبق، وكأن العملاء مجرد أرقام لا قيمة لهم.

استرسل سكان المناطق المتضررة في وصف المعاناة اليومية التي تلت الحريق، من غياب كامل للاتصال، إلى تجاهل تام من فرق الصيانة وخدمة العملاء، التي بدت كأنها تعمل داخل كوكب آخر، لا علاقة له بما يجري من فوضى وانهيار في البنية الأساسية على الأرض.

زعم عاملون سابقون أن السنترالات، وخصوصًا في قلب القاهرة، ما زالت تعتمد على تجهيزات متهالكة تعود لعشرات السنين، دون أي تحديث أو صيانة فعلية، في ظل غياب خطط احتواء الطوارئ أو أنظمة تشغيل بديلة، ما جعل مجرد حريق محدود يتحول إلى فضيحة وطنية مدوية.

لفت فنيون مطلعون إلى أن الحريق كشف زيف كل الشعارات عن قوة البنية التحتية، مؤكدين أن الانهيار الكامل كان مجرد مسألة وقت، نتيجة الإهمال المتراكم، وسوء التخطيط، وغياب الرقابة على منشآت من المفترض أن تكون مؤمّنة بأعلى درجات الحماية.

نوه مستخدمون تضرروا من الكارثة أن الصمت الغريب من جانب الشركات المزودة لخدمة الإنترنت عمّق الإحساس بالإهانة، إذ لم تُقدَّم أي اعتذارات أو تعويضات، بل جرى التعامل مع الحدث وكأنه لم يقع، رغم ما خلّفه من خسائر فادحة لأصحاب الأعمال، والطلاب، والعاملين عن بُعد.

أردف متابعون أن مجرد التفاخر بأن 70% من الخدمة لم تنقطع هو في حد ذاته فضيحة مدوية، إذ كيف يُعتبر هذا الرقم إنجازًا بينما توقفت خدمة الإنترنت عن مئات الآلاف، بل ومناطق بأكملها، بسبب حادث في سنترال واحد، ما يعكس ضعفًا مرعبًا في قدرة الشبكة على الصمود أمام أي طارئ.

أعلن متخصصون أن المشكلة الأكبر ليست في الحريق، بل في ما كشفه من حقائق مرعبة حول هشاشة نظام الاتصالات في مصر، الذي يبدو أنه قائم على الحظ أكثر من التخطيط، وعلى الإنكار أكثر من المواجهة، ما يهدد بوقوع كوارث أشد في المستقبل ما لم يتم إصلاح هذا الفساد المتجذر في جذور البنية التحتية.

استدرك فنيو الشبكات أن ما جرى ليس استثناءً بل نموذجًا متكررًا لنهج الإهمال المزمن، الذي طالما تجاهل التحذيرات المتكررة حول تهالك السنترالات، وتراكم الأخطاء في الأنظمة التشغيلية، وتجاهل كل مقترحات التطوير، حتى جاءت النيران لتفضح كل شيء دفعة واحدة.

بهذا الشكل المخجل، تحوّل سنترال رمسيس من منشأة يفترض بها حماية الاتصالات إلى نقطة انهيار كشفت عورات المنظومة بالكامل، وطرحت سؤالًا مرعبًا: ماذا لو تكرر المشهد في سنترال آخر؟ وهل تمتلك الدولة فعلًا ما يلزم لحماية شبكاتها من الانهيار المفاجئ؟ الإجابة حتى الآن لا تزال صادمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى