مصر تقود قفزة تنموية إفريقيا استراتيجية تثير حماس القادة وتلفت الأنظار

أشار السيسي إلى قدرة مصر على تعزيز الأمن والتنمية بالقارة الإفريقية خلال زيارته لغينيا الاستوائية للمشاركة في قمة الاتحاد الإفريقي التنسيقية، مستعرضًا خلالها مبادرات حيوية ومشاريع تنموية حاسمة.
أكد الرئيس المصري اهتمام مصر بإطلاق مشاريع بنية تحتية في إفريقيا، مشيدًا بدور القارة في تحقيق استغلال الموارد الغنية واستثمارها بالشراكة مع الدول الإفريقية، دون الاعتماد على قوى خارجية.
أوضح في كلمته أمام القادة الأفارقة أن مصر تُصمم استراتيجيات لضمان أمن الطاقة والمياه في الدول الشقيقة استجابةً للتحديات المتزايدة، وأشار إلى تعاون مصري–إفريقي لتطوير الرباط اللوجيستي وتحقيق التكامل الاستثماري عبر التجارة والنقل.
صرّح السيسي خلال قمة الاتحاد الإفريقي التنسيقية بأن مصر دعمت المزارع الذكية في ثلاث دول وموّلت إنشاء ثلاث محطات طاقة شمسية، إضافة إلى تمويل إنشاء مستشفى وطني في دولة إفريقية، موضحًا أن هذه المشاريع تأتي ضمن حزمة قيمتها الإجمالية 1.2 مليار دولار.
زعم أن مصر ضغطت باتجاه تأسيس صندوق إفريقي للاستثمارات الاستراتيجية بقيمة 500 مليون دولار، يستهدف تمويل 25 مشروعًا إستراتيجيًا خلال العامين المقبلين، بهدف خلق فرص عمل وتقليل معدلات الفقر وتحقيق تنمية مستدامة.
استدرك لاحقًا أن مصر تتابع عن كثب ملف الاستقرار الأمني في منطقة الساحل وتُعد برنامجا شاملًا لتدريب وتأهيل 10 آلاف من أفراد القوات الأمنية الإفريقية خلال عام، كجزء من جهود مكافحة الإرهاب.
لفت السيسي الانتباه إلى أن مصر تولي أولوية قصوى لتعزيز التكامل الإقليمي؛ حيث تعمل على ربط مشروعات النقل والاتصالات بين دول الحوض والبن وساحل العاج، وتعتزم إنشاء تحالف مائي يربط 4 دول بهدف تأمين احتياجات السدود والمياه.
قال إن القمة شهدت توقيع أربع اتفاقيات تعاون في مجالات الصحة والطاقة والنقل والتجارة، وتم الاتفاق على إعداد محاضر تنفيذية لكل اتفاق خلال 90 يومًا لضمان سير الأعمال بشكل سريع.
أكد كذلك أن مصر استضافت خلال العام الماضي 150 متدربًا إفريقيًا في برامج الزراعة المستدامة، كما نظمت مهرجان ثقافي شمل مشاركة 12 دولة، سعياً لتعزيز روابط الهوية والثقافة الإفريقية المشتركة.
أعلن أن زيارته إلى غينيا الاستوائية تضمنت لقاءً ثنائيًا مع خمسة قادة أفارقة تم خلالها تبادل وجهات النظر حول دعم دولهم في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية، كما بحثوا تعزيز جهود الاتحاد الأفريقي في دمج الاقتصادات الإفريقية.
نوه السيسي بأن مصر رفعت حجم التبادل التجاري الإفريقي–المصري إلى 28 مليار دولار، مقابل 24 مليار دولار العام الماضي، مسجّلًا نموًا بنسبة 17%، ما يعكس تنامي الروابط الاقتصادية والدبلوماسية.
أضاف أن مصر تستعد لعقد مؤتمر استثماري إفريقي في القاهرة في مارس المقبل، حيث تستهدف جذب استثمارات قيمتها 3 مليارات دولار ضمن خمسة قطاعات رئيسية.
أجاب في نهاية خطابه أن مصر على أتم الاستعداد لمزيد من التوسع في شراكات التعاون مع القارة، وأن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ 40 مشروعًا متعدد الأطراف بقيمة 2.5 مليار دولار، لتسريع التنمية وتحقيق التكامل الإفريقي الحقيقي.