
كثر الحديث عن بديل للتغيير السياسي في مصر حيث ان خريطة التحالفات السياسية وإعادة رسم المنطقة بكاملها في طريقها إلى التغيير الكامل
ومن ثم يترقب الجميع ما يحدث في مصر وتداعيات التغيير المرتقب
يرحل نظام سياسي ويستقر نظام اخر على انقاض النظام البائد.
فما هو البديل المتوقع الذي يمكنه ان يحكم مصر؟
أضع بين أيديكم دراسة منقولة حول البديل وملامحه وبعض التساؤلات حوله ،ويمكن تطبيق تلك الشروط والمواصفات على أطياف المعارضة المصرية او توليد بديل من داخل النظام نفسه للنظر في مدى توفرها في حزب سياسي أو فصيل وطني وهل يمكن توفر بعض الشروط دون غيرها وهل يمكن تجميع تلك الشروط في أكثر من بديل حتى تكتمل تلك الشروط والمعايير ؟!
مصطلح “البديل”
في السياق السياسي أو الاستراتيجي يشير إلى الكيان أو الفاعل أو النموذج الذي يُطرح أو يُعد ليحل محل آخر قائم (دولة، نظام، نخبة، مشروع، تحالف، رؤية…)لخ.
ويبرز هذا المفهوم بقوة في لحظات التحول الكبرى أو الأزمات البنيوية، أو عندما يفقد الفاعل القائم شرعيته أو قدرته على إدارة الواقع.
أولا: مفهوم “البديل”
البديل هو الفاعل أو النموذج المقترح الذي:
– يُقدم نفسه (أو يُقدم من قبل قوى أخرى) كحل لأزمة قائمة.
– يُمثل مشروعاً جديداً أو مقاربة مغايرة للمسار السائد.
– يتفاعل مع الفراغات أو الاختلالات في النظام القائم، سواء على مستوى الداخل أو على الساحة الدولية.
ثانياً: مواصفات البديل الخصائص الجوهرية
الشرعية (أو القدرة على بنائها): لديه مبررات وجود أخلاقية أو سياسية أو شعبية.
القدرة على التنظيم: يمتلك هيكلاً أو تصوراً إدارياً واضحاً.
-التمثيل الرمزي: قادر على مخاطبة وجدان الناس أو طموحاتهم.
– المرونة والقدرة على المناورة: يقرأ الواقع بتعقيده ويعرف متى يصطدم ومتى يهادن.
الوضوح النسبي للرؤية المستقبلية: يُحدد ما الذي يريد تغييره وما الذي يطرحه بدلاً عنه.
ثالثاً: قدرات وإمكانيات البديل
– قدرات مادية: تمويل، أدوات إعلامية، دعم داخلي أو خارجي.
– قدرات بشرية: نخب، قادة، قواعد جماهيرية، كفاءات فكرية وميدانية.
– قدرات تواصلية: خطاب ناضج، أدوات تأثير، شبكات داخلية وخارجية.
– إمكانية التشبيك الدولي أو الإقليمي: بناء تحالفات أو الاندماج ضمن توازنات قائمة.
– القدرة على ملء الفراغات: سياسيا، أمنيا، اقتصاديا أو ثقافيا.
رابعًا: مساحة انتشار البديل
تتعلق بعوامل عدة:
– حجم الفراغ أو الفشل في النظام القائم.
– مدى قبول الجماهير أو النخب لهذا البديل.
– البيئة الإقليمية والدولية (هل تسمح بتوسّعه أم تحجّمة).
– قدرته على التكيف المحلي مع السياقات المختلفة.
ملاحظة:
البديل قد يكون محليًا (داخل دولة واحدة)، أو إقليميًا (كمشروع عابر للحدود)، أو عالميًا (كنموذج حضارى مضاد مثل الرأسمالية
(مقابل الاشتراكية سابقًا).
المشروع الإسلامي السني في مقابل المشاريع المتصارعة على الساحة السياسية
خامسًا: من يضع معايير “البديل” ولماذا؟
الفاعلون الدوليون (الدول الكبرى/المنظمات الدولية):
– يسعون للحفاظ على استقرار النظام الدولي.
– يطرحون “بدائل” مقبولة لديهم (بدائل مُدجنة أو وظيفية).
النخب الفكرية/السياسية المحلية: تسعى لخلق بدائل نابعة من حاجات الناس.
القوى الشعبية الثورية: تضع معايير بديلة للنظام القائم إذا فقد شرعيتهم.
القوى الاقتصادية والتجارية: تسعى لبديل يضمن مصالحها واستمرار النفوذ.
**السبب:**
لأن من يحدد معايير البديل يملك القوة الرمزية لإعطاء الشرعية، أو الواقعية لتمكينه، أو العنف لحماية مساحته.
**سادسًا: حدود المساحات الفارغة لحركة البديل**
المساحات الفارغة هي مناطق النفوذ أو المجالات التي لم تعد تحت سيطرة الفاعل التقليدي، مثل:
– انهيار الدولة أو تراجع شرعيتها.
– فراغ إيديولوجي أو فقدان الرؤية العامة.
– انسحاب أو تراجع النفوذ الدولي في منطقة ما.
حدودها تتحدد ب:
– قدرة البديل على التعويض دون تصادم مع قوى أكبر منه.
– مدى تحمّل النظام الدولي لصعود هذا البديل.
– توازن القوى الإقليمي الذي قد يفتح أو يغلق أمامه المساحات.
“البديل”، في ظل النظام الدولي والعالمي
– النظام الدولي لا يُحب الفراغ، لكنه لا يقبل أي بديل.
– يُسمح بالبدائل الوظيفية أو القابلة للضبط، بينما تُحاصر البدائل الجذرية أو التغييرية.
– البدائل القادرة على الاشتباك مع النظام العالمي بذكاء.
(دون إعلان الحرب عليه صراحة) تمتلك فرصة أكبر للبقاء والانتشار.
– النظام العالمي يُعيد هندسة البدائل أحيانًا وفق احتياجاته.
(امثلة: النموذج العراقي بعد 2003، المعارضة السورية، طالبان، الإسلام السياسي…).
الخلاصة
البديل ليس مجرد فكرة، بل توازن معقد بين الإمكان، والمقبول، والضرورى.
نجاحه يعتمد على
– ملء الفراغ بديناميكية لا تخيف النظام الدولي.
– بناء شرعية داخلية قوية.
– وعى دقيق بلعبة التوازنات الخارجية.
برأيكم هل يمكن أن تنطبق تلك الشروط على فصيل وطني او حزب سياسي منفردا في مصر او دمج لبعض الكيانات الوطنية والسياسية لتنطبق المعايير، وهل لابد من توفر تلك الشروط جميعها اذا كان التغيير داخليا شعبويا؟!
#مقاومة_المحتل_ضرورة_وطنية_وشرعية